بينما كان والدي يبتعد عنا نحو عرشه، شعرت بشيء ثقيل يملأ الأجواء. كان صوته لا يزال يرن في أذني: "طلبي مرفوض." لم يكن مجرد رفض. كان حكمًا. حكمًا قد يغير كل شيء. ويبدو أنه كان يعلم تمامًا أن لا شيء سيوقفنا الآن.
كانت نظرات الجنود والموظفين في القصر تقطر بالدهشة والحيرة، كما لو كانوا ينتظرون حدوث معجزة أو ربما مصيرنا المظلم الذي سيتكشف أمامهم.
لكني... لم أكن أملك وقتًا للانتظار.
التفت إلى كايل وروندو بسرعة، وقلت بصوت منخفض يكاد يُسمع:
"علينا أن نغادر الآن. لا يمكننا البقاء هنا أكثر من لحظة."
سلّحتنا المخاوف، وكان الألم يعصر قلبي، لكن كانت لدينا مهمة أكبر من أن ندعها تتعثر.
سِيلفين، التي كانت تراقب الموقف من زاوية عينيها، نطقت أخيرًا:
"أين نذهب؟ إذا لم نعد معًا... سنكون فريسة أسهل."
نظرت إليها. الحقيقة مرة، لكن يجب أن نكون أسرع من أي وقت مضى.
"إلى الغابة المحرمة. هناك أمل."
بمجرد أن سمعت كلمات "الغابة المحرمة"، كان هناك ارتباك في الهواء. فالكل يعلم أن ذلك المكان مُحرّم للجن، وأي كائن يفكر في دخوله يعتبر مجنونًا أو مُدانًا .
لكننا لم نكن نملك خيارًا. لم يكن أمامنا سوى الغابة، لعلها تكون الطريق الوحيد للنجاة من قضاء والدنا.
قمت بإشارتهم للانسحاب بسرعة، لكننا كنا محاصرين بالفعل. الجنود كانوا في كل مكان، وأعينهم ترصدنا. شعرت بأن كل لحظة تمر هي فرصة ضائعة.
ثم لمحت الخطة التي كنت أحتاجها.
"هيا، نذهب من هنا!" همست، وركضت نحو النافذة. دون تفكير، اقتحمتها وأطلقتُ الضوء الأزرق من سيفي ليُشعل السقف العالي ويغطي صوتنا.
سيلفين تبعتني على الفور، وركضنا نحو الزاوية المعتمة. كايل، بشجاعته المعتادة، دفع الباب الأمامي بعيدًا وكسر القيد المفروض عليه، بينما روندو استخدم مطرقته الضخمة ليُحدث فوضى في آخر الممر.
بسرعة، جريًا في الممرات المظلمة، شعرنا بهجوم الجنود خلفنا. كانت الأرض ترتجّ تحت أقدامنا، والسقف ينهار جزئيًا.
لكننا كنا أسرع منهم... وفي غضون لحظات، انفجرنا في الخارج، تحت سماء ملبدة بالغيوم، كما لو كانت الظلال نفسها تطاردنا.
لم أستطع أن أتخيل العواقب بعد ذلك، لكن كان لدينا هدف واحد. هدف واحد فقط: البقاء على قيد الحياة .
ركضنا نحو الغابة المحرمة، حيث لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب. وحين أصبحنا داخلها، شعرت بالهواء مختلفًا. لم يعد هنا خوف الوالد أو تهديده، بل كانت الغابة نفسها تأخذنا إلى مكان لم نعرفه من قبل.
آمل أن يكون هناك أمل في هذا الظلام. آمل أن نتمكن من إعادة ترتيب أوراقنا قبل أن يأتي الخطر الحقيقي.