اختبار النار"... الاسم وحده كان كافيًا لإثارة التوتر داخلنا، لكن لم يكن هناك وقت للتردد. كنا قد هربنا من القصر، والآن أمامنا طريق واحد فقط: أن نصبح أقوى.

قادنا الشيخ عبر نفق ضيق يتسرب منه البخار، وكلما تقدمنا، ازداد الجو حرارةً وكأننا نسير نحو قلب الأرض. سأل كايل بصوت منخفض:

"هل هو اختبار فردي؟"

أجاب الشيخ دون أن يلتفت:

"كلا. أنتم فرسان، والفرسان لا يُختبرون إلا كفريق. الظلال لا ترحم من يقاتل وحده."

وصلنا إلى قاعة دائرية محفورة في الصخر، في مركزها حفرة مشتعلة تتصاعد منها ألسنة لهب زرقاء... وسيف ضخم مغروس في حجر ملتهب.

"كل من يخطو داخل الدائرة... سيواجه انعكاس ضعفه."

قال الشيخ، ثم أكمل:

"إن استطعتم الوصول إلى السيف وسحبه معًا، فأنتم مستحقون لقوة دال-غاروم."

---

**بدأ الاختبار.**

بمجرد أن دخلنا الدائرة، تغير كل شيء.

وجدت نفسي في غابة رمادية، الشجر محترق والهواء مشبع برائحة الرماد. وقفتُ هناك، وظهرت أمامي... **أنا.**

نسخة مني، لكن أعينها مظلمة، وسيفها يقطر لهبًا.

"أنتِ ضعيفة، إلينورا. تتظاهرين بالقوة، لكنك خائفة."

شعرت بقلبي يضرب كأنني في معركة حقيقية.

وفي نفس اللحظة، كان الآخرون يواجهون انعكاساتهم:

**كايل** رأى والده، يوبّخه على فشله في حمايتهم.

**سيلفين** وقفت أمام ظل لا صوت له، لكنه كان يتحرك بسرعة تكاد تعجز عن تتبعها.

**روندو** رأى قريته تحترق مجددًا، وصوته يُخنق تحت الأنقاض.

كنا نقاتل... كلٌ في عالمه، لكننا كنا معًا، نسمع صرخات بعضنا البعض، ونعرف أن الوقت ينفد.

---

"إلينورا! تذكّري من أنتِ!"

كان صوت سيلفين، وسط الدخان.

أغمضتُ عيني... وتذكرت. لست وحدي. نحن **فرسان الفجر**. قوتي ليست في لهبي فقط... بل فيهم.

صرختُ وأنا أطلق إعصارًا من النيران، مزقت به انعكاسي.

كايل رفع درعه وصده هجوم والده المتخيل، ثم طعنه بحزم.

سيلفين دمجت الرياح بالعواصف، وكسرت ظلها.

روندو... بكى وهو يضرب، لكنه نهض في النهاية، مطرقته مشتعلة بالصخور.

عدنا إلى العالم الحقيقي... كنا نلهث، وجراحنا حقيقية، لكننا واقفون.

---

تقدّمنا نحو السيف. أيدينا الأربعة لامسته معًا... وسحبناه.

وهنا... اهتزت الأرض. انتشر نور ذهبي في القاعة، وارتفعت أصوات كأنها صرخات محاربين من عصور منسية.

"لقد اجتزتم اختبار النار."

قال الشيخ، ووجهه هذه المرة بدا عليه الاحترام.

"من اليوم... أنتم حملة إرث دال-غاروم."

2025/04/07 · 0 مشاهدة · 335 كلمة
Eyad Attafi
نادي الروايات - 2025