لا إله إلا الله محمد رسول الله
128
[ الأكـــاديـمـيـة ]
من بين المسارات الثلاث كان الجسد مباشراً
والروح متغيرة وساحرة
أما الفوضى فرغم إنتشار فروعها فى كافة العالم حتى هناك منها ما هو ملموس وأخر مرئى وأخر عبارة عن شعور ولكنه كان الأكثر غموضاً حيث لم يتدرب عليه سوى شخصٍ واحد وهو إمبراطور الفوضى والذى دمر هذا المسار مانعاً أى أحد من التدرب عليه مرة أخرى وترك فقط مشتقاته مثل ما هو موجود فى الطبيعة للإستخدام..
سار جون بخطى هادئة نحو تجمع كبير من الأشخاص أمام بوابة ضخمة بطول مائة متر مكتوبٌ فوقها بكل شموخ..
الأكاديمية..
أقوى كيان فى المنطقة العُليا..
أمامها كان هناك بحرٌ من البشر بطبقات مختلفة يُمكن رؤية الفقير الذى يبحث عن فرصة للتحليق فى السماء أو المتوسط الذى يرتدى ملابس باهظة وعلى وجهه إبتسامة واثقة أو من يملكون عربة أو حتى موكباً فيه حتى هالة لبدائى من المستوى السادس..
المستويات الخمس الأولى تُسمى فانية لذلك يُسمى متدربوها متدربون أو فانون..
المستويات الأربعة الأخرى تسمى بدائية لذلك يُطلق على الذين فى المستوى السادس وأعلى بدائى..
أمام البوابة الضخمة وقف تمثالان حجريان بطولٍ مكافئ للقلعة واحد منهم يحمل وجهاً وحشياً بلا ملابس علوية ويُمسك برمح والأخر يرتدى ملابس أنيقة وله وجه حاد ويمسك قوس..
أسف تمثال صاحب القوس كُتبت كلمتان بلونٍ ذهبى مشع يحمل هالة لا تتبدد..
القوس الخارق.
وأسفل تمثال صحاب الرمح كُتبت أيضاً كلمتين بلونٍ ذهبى مشع يحمل هالة لا تتبدد..
الرمح الوحيد.
" الرمح الوحيد والقوس الخارق " علق شاب من بين الحشد الكبير بإحترامٍ عميق " مؤسسا الأكاديمية... عبقريان وصديقان عانا من مواقف الحياه والموت رفقة بعض... فى ساحة المعركة بين الجيوش التى لا تُعد يُمسك الرمح الوحيد رمحه وينزل وسط الجموع بلا خوف بينما يقف القوس الخارق مشهراً قوسه ليحمى ظهره.. ثنائى بلا مثيل رغم أن طباعهم كانت مختلفة "..
" كيف مُختلفة ؟ "
سمع الذى تحدث شخصاً فألتف ليرى شاباً يُمسك طفلاً بين يديه والذى يكون جون..
" ألا تعرف ؟ " سئل الشاب..
" لا ؟ " جون..
" يبدو أنكَ كُنت تعيش فى كهف.. على كلٍ يُقال أن الرمح الوحيد كان شخصاً قليل الكلام ودائماً منعزل ومن هنا جاء إسمه وعلى عكسه القوس الخارق لقد كان إجتماعياً جداً ويُحب أن يمزح كثيراً " الشاب..
" هناك العديد من الأشياء الغريبة فى العالم " علق جون..
أماء الشاب موافقاً قبل أن يُضيف " ولكن هذا لا يمنع كونهم أساطير نشرت إسمها وحلقت فى سماء العالم لتكتب إسمها بأحرفٍ من ذهب "..
" هل أتيت للإختبار أيضاً ؟ " سئل الشاب بعد برهة..
" ربما " جون..
" حسناً دعنى أعطيك نصيحة.. فور أن تُقبل أدخل إلى قاعة النجوم ففيها سوف تجد الموارد الكافية والدعم الكبير والجهد القليل " قال الشاب ناصحاً قبل أن يُغادر لأن شخصاً نادى عليه..
لم يرد جون على الشاب ولكنه علق نظرته على شابة عادية بملابس فقيرة ، تقف مهتزه وخائفة فى موقعٍ على جنب لوحدها بينما كانت تلعب بأصابعها بشدة دليلٌ على توترها الشديد..
بنظرة واحدة من جون وبسبب مهارة الحياه خاصته فهو يعلم أن الفتاه تملك فقط موهبة منخفضة لذلك لن تنجح حيث الحد الأدنى لمتتطلبات الدخول فى الأكاديمية هو موهبة متوسطة ولكن سبب وقوف جون هنا أو حتى تفكيره فى دخول الطائفة* هو هذه الفتاه..
فما هو سرها ؟
{ هناك نظامان فقط فى كامل عالم الفوضى.. العشائرى والطائفى ، والأكاديمة كانت على النظام الطائفى وإسمها الأكاديمية حت لا يعتقد أحد أنها نظامٌ أخر }
...
..
.
مضى الوقت قبل أن تُقتح البوابة الضخمة مع ظهور صوتٍ قوى " الإختبار رقم 100.001 للأكاديمية يبدأ الأن "..
كان عمر الأكاديمية هو 300.000 عام وكل ثلاثة أعوام تفتح أبوابها لقبول دفعة جديدة من التلاميذ..
دخل جون مع جين بين ذراعيه والذى كان ينظر حوله بفضول ويُشير إلى الجميع بسعادة ليس الأشخاص فقط ولكن الساحة الضخمة داخل الأكاديمية والمنصة الكبيرة وغيرها... بعد كل شئ لقد كان يعيش فى كهفٍ تحت الماء وبخلاف والده فلم يرى أحداً إلا آليس..
على قمه منصة عالية جلس الزعيمان التوأمان وبجوارهما الصامت وأسفل ذلك جلس 20 شخصاً يشعون هالة المستوى السادس بأعمار مختلفة ولكن لم يَقل واحدٌ منهم عن الخمسين ومنهم رجال ونساء وحولهم على مدرجات كبيرة جلست مجموعة كبيرة من الأشخاص فى المستوى الخامس وأدنى كانوا يرتدون نفس الملابس من حيث التصميم أو الشعار فقط اللون مختلف والذى يدل على الطبقات..
من المستوى الأول للرابع كانوا تلاميذ خارجين للأكاديمية ويرتدون ملابس بيضاء والذين فى المستوى الخامس كانوا يرتدون ملابس زرقاء وهم التلاميذ الداخليين ثم الأخضر للشيوخ وعلى قلبهم رُسم شعار الأكاديمية والذى كان صرحاً ضخماً أسفله كلمة الأكاديمية وعلى الجانب الأخر شعار لـ نمر أو تنين أو نسر وغيرها والتى تدل على القاعات المختلفة داخل الأكاديمية ولكن ليس الجميع كانوا منتميين إلى قاعة ما..
كان على المنصة حجر الإيقاظ المعتاد و عمود ضخم..
ولكن ليس واحد وواحد بل ألف وألف بعد كل شئ هناك أكثر من مائتى ألف متقدم.. عددٌ ضخم ولكن مقارنة بعدد منتسبى الأكاديمية والذى هو 7 ملايين كان العدد قليلاً..
بسبب العدد الكبير كان هناك الكثير من أحجار الإيقاظ وذلك العمود هذا بخلاف القائمين على هذه العملية وهذا توفيراً للوقت..
" إبدأ " قال زعيم الطائفة والذى كان رجلاً وسيماً فى الأربعين يشبه أخاه تماماً فقط له شارب خفيف..
بمجرد أن قال ذلك لوح واحد من العشرين فى المستوى السادس بيده وبدأت الأرض تتحرك أسفل جون وكذلك الساحة..
تم فصل الساحة الكبيرة لألف مربعٍ صغير بمساحة بضعة أمتار بينما ظهر سلمٌ أسفلهم وكذلك تم تقسيم جون والبقية على هذه المربعات الصغيرة بالتساوى فى لحظات مما جعل عيون القادمين الجدد تنبع بالإثارة..
أما جون فأحتفظ بتعبيره وفكر... نيه سيد منخفض فى مسار الأرض..
أحتاج إلى دراسة أشخاص مثله لأجل رفع نواياى.. فكر جون بهدوء وأخذ نظرة على الفتاه..
عندما رأها جون ظهر فى رأسه فكرة..
هل هذه هى الطريقة التى إتبعها إمبراطور الفوضى لفهم مسار الفوضى ولكن.. أليس هذا غريباً.. لا تخبرنى أنه كان الوحيد على مر العصور بشئٍ مثل هذا.. هذا محال لقد ظهروا كثيراً وهذا يتضح من ذكريات الاباطرة سواءً قبل ولادة إمبراطور الفوضى أو بعد موته.. إذاً كيف ؟..
كان لـ جون سببين منعوه من فتح فتحة الفوضى خاصته من جديد وإيقاظ القمر..
الأول هو أنها ستؤثر سلباً على تدريب جسده وروحة لأن فتحة الفوضى كانت فى الأساس منتجاً معيوباً ، أما الثانى فهذا أمر لوقتٍ لاحق..
وكلما نظر جون إلى الفتاه تم إيقاظ هذا السؤال فى ذهنه .. كيف ؟..
" العمر 19 .... الموهبة متوسطة.. مقبول " أعلن المشرف على الإختبار مما أيقظ جون من أفكاره..
" العمر 21 .... الموهبة متوسطة... مقبول "
" العمر 16.... الموهبة متوسطة... مقبول "
" العمر 17....
" العمر
" الـ
...
..
.
توالى الأمر حتى جاء دور جون..