لا إله إلا الله محمد رسول الله
132
[ مفــاوضــات فــاشلة ]
جملة واحدة جمدت المشهد..
نظرت الزعيمة إلى المرأة فى الأسود وسئلت " أين ؟ "..
" فى الأكاديمية " المرأة ذات الملابس السوداء..
" الأكاديمية " عبست الزعيمة " من بين كل القوى إختار الأكاديمية "..
" الزعيمة طالما هو هنا فيوجد حل.. نستطيع أن نُرسل أحداً للتفاوض معه لإعطائنا حلاً لهذه المشكلة " قال مَن تحدث فى وقتٍ سابق..
" نعم يا زعيمة.. ربما فعل ذلك الطفل هذا لأجل طلب بعض العناصر أو أنه يطمع فى مكانه فى منظمتنا وهذا سهلٌ طالما نحصل على الحل فكل شئ بخير " أضافت إمرأة أخرى..
توقفت الزعيمة للحظة للتفكير قبل أن تُشير إلى المرأة التى تحدثت وقالت " إذهبى أنتِ يا نيا.. بغض النظر عن طلباته وافقى طالما هى لم تتخططى الحدود وتذكرى بغض النظر عما يطلب "..
فهمت المُشار إليها بـ نيا وإنحنت " أستأذن " ثم إختفت..
" طفلٌ كهذا يتلاعب بـ منظمتنا " ظهر أثر للغضب على وجه الزعيمة " لو لم يكن فقط لحاجتنا المحلة لأقتحمت الأكاديمية وقتلته بغض النظر عن المشاكل بعد هذا "..
" أيتها الزعيمة إهدئى.. الأكاديمية ليست بسيطة ، نحن لا نضاهيها وفرعنا الرئيسى بالمثل يواجه نفس مشاكلنا ما لم يكن أكبر حتى أنه يتعرض للقمع من قبل تلك القوة " قال الذى تحدث سابقاً..
" مع حقٌ يا دانبا ولكن لكى يتلاعب بنا طفل فهذا لن يمر مرور الكرام " الزعيمة..
" دعينا فقط نحصل على حلٍ لمشكلتنا الحالية ثم ننظر فى أمره لاحقاً " علق دانبا بهدوء بينما أمائت الزعيمة ولم ترد..
*****
فى قصر الأكاديمة حيث يوجد الزعيم..
كان القصر مهيباً بلونٍ أبيض صفى يشع بهالة نبيلة وحضور ملك.. جلس الزعيم والنائب أمام المرأة المسماة نيا..
" إذاً تُريدين مقابلة طالبٍ لدى " الزعيم..
" نعم وبلا الدخول فى دوائر فنحن نعلم عن جون وموهبته ونُريد ضمه لنا " قالت نيا بلا أن تذكر سبب قدومها الحقيقى..
" منظمة تجارية تُريد أن تبدأ الأن فى تجنيد التلاميذ " قهقه الزعيم " وفوق كل هذا هو طالب لدى "..
" أريد توضيح شيئين ، أولاً كوننا منظمة تجارية لا يمنع وجود بعض التلاميذ لدينا وإلا كيف سنحصل على حراس ليحموا بضائعنا أو مركزنا ، ثانياً جون طالبٌ فى الأكاديمية وليس عندك مما يعنى أنه لازال يُمكن تعديل رائيه رغم إنخفاض الفرصة " نيا...
" وكيف عرفتِ أنى لم أقلبه كـ طالب ؟ " الزعيم..
" وهل تحتاج حتى أن تسأل ! ؟ " سخرت نيا..
" منظمة الظل " فهم الزعيم ولوح لها " كما تشائين ولكن.. شعرة واحدة.. شعرة واحدة من رأس جون هى كل ما يتطلبة الأمر لتسوية منظمتكم بالأرض وقطع أقدامكم من دخول المنطقة العُليا مرة أخرى "..
أمائت المرأة معترفة بهذا.. كانت الأكاديمية هى حاكمة المنطقة العُليا بقوة جبارة تتمثل فى 4 بدائيين فى المستوى السابع هذا بخلاف المستوى السادس لذلك كان الزعيم عند كلمته فى كونهم يملكون القوة لإبادتهم.. ومع ذلك لم تخف المرأة وبكل هدوء سلمت صندوقاً لـ الزعيم وغادرت رفقة الصامت ليدلها على مكان جون..
" لقد كانت تكذب " قال النائب..
" أعلم يا أخى ولكنى لن أهتم فأنا واثق بأن جون لن يوافق " الزعيم..
" لن يوافق على ماذا ؟ لا إنتظر بغض النظر عن نيتها الحقيقة فلما أنت واثق أنه لن يوافق " النائب..
" لأنه لا يحتاج إلى شئ " إبتسم الزعيم " جون أتى إلى الطائفة ليس لكى يحتمى بنا بل ربما رحلة أو مجرد تضييع وقت أو له سببٌ أخر لا نعلمه ولكن فى النهاية هو سيرفض "..
ثم لوح بيده وطار الصندوق فى يده قبل أن يضعه داخل قصره دون أن يفتحه..
*****
أمام منزل جون تحول وجه نيا لـ قبيح ، لم تكد تضع قدماً فى الداخل برفقة الصامت قبل أن تسمع صوت جون " أغربا "..
ورغم أنها عرفت عن نفسها وعن غرضها فى القدوم وهو ضمه إلى المنظمة إلا أنه لازال يُكرر نفس الكلمة " أغربا "..
لم تستسلم نيا وكانت على وشك التحدث مرة أخرى عندما سمعت صوت الزعيم فى رأسها " لا يُريد زيارتكِ لذلك أرجو أن ترحلى بهدوء "..
شدت نيا قبضتيها حتى نزل الدم قبل أن تلتف وتغادر..
*****
فى الطابق العاشر للمبنى الرئيسى فى مدينة منظمة التاجر الذهبى..
" ماذا تقصدين بأنه لم يُرد أن يراكى ؟ " الزعيمة..
" مقصدى واضح يا سيدتى هو حتى لم يُعطينى الفرصة لكى.. " لم تكمل نيا كلامها حيث مدت الزعيمة يدها للأمام وأشارت بسبابتها مما جعل نيا تطير وتقف أمامها فى الهواء بلا ذرة مقاومة..
" أعيدى ما قلتى " الزعيمة..
" لم يسمح لى بـ " لم تكد نيا تُكمل كلامها حيث رأت أن الضغط حولها يُصبح أكثر خنقاً بسبب تغير تعبير الزعيمة الهادئ إلى غضب شديد مما أشعر نيا بُقرب الموت..
" هل هذا الرد هو ما إنتظرت سماعه ؟ " الزعيمة..
" زعيمة أنا.. "
" قمامة " صرخت الزعيمة وهى تُرسل نيا مُحلقة إلى الجدار المقابل مما أحدث إنفجاراً كبيراً أجبر نيا على بصق الدم..
كانت جدران المبنى قوية وضغط الزعيمة قوى وبين الإثنان كانت نيا والتى تحملت ألماً كبيراً ووقفت رغم ذلك " زعيمة.. بصق " بصقت نيا فماً من الدم " فرصة أخرى.. أرجوكى "..
" أنا أعترض " وقف دانبا " جون لا يُريد مقابلتها وما حدث مرة سيتكرر أخرى ولكن... جون سيخرج من الطائفة فى يومٍ ما ومَن يعلم قد يأتى إلينا "..
" يأتى إلينا " فوجئت الزعيمة قبل أن تُدرك شيئاً وتقول " هل تقصد ؟ "..
" وماذا أقصد خلاف ذلك ! ، جون فعل هذا عمداً والسبب طمعه فيما نملكه لذلك سوف يأتى قريباً لنا وبلا أن نفعل أى شئ يُذلنا أو نُقدم هدايا باهظة " إبتسم دانبا..
" جيد " أمائت الزعيمة " كنُ قريباً من الأكاديمة وأعلمنى فور أن تراه قادماً فى إتجاهنا.. أريد الإستعداد له " توسعت إبتسامة الزعيمة ولوحت بيدها مما جعل الجميع يُغادر..
" مسار الروح... مثيرٌ للإهتمام " علقت الزعيمة قبل أن تعود للأريكة خاصتها وبدأت تشرب بغزارة والإبتسامة على وجهها كانت تتوسع بصمت..