لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله
30
[ بــحـيـرة الــفـوضـى ]
مضى الشهر سريعاً وسرعان ما أنهى جون عقوبته وذهب لمنزل والده.
" كيف كان الأمر فى المنجم ؟ " لم يضيع باتريك الوقت فى أى ترحيبات وسئل مباشرة.
" جيد " جون.
" جيد فقط..... ألا تُشارك فى المنافسة وتُعاقب بالمنجم ثم تعبيرك الحالى وإبتسامتك فى ذلك الوقت فى المنافسة... كل هذا يوحى بأنك فعلت هذا عمداً " باتريك.
" هذا صحيح " جون.
" والسبب ؟ "
" إنه السبيل الوحيد لكى لا أكشف عن قوتى " جون.
كان للعشائر نظام صارم فى تربيه أبنائها أو مقاتليها وحُماتها المستقبليين لذلك بينما كان الإشتراك فى مسابقات الطائفة أمراً إختيارياً لأجل الموارد ، إلا أنه كان إلزامياً فى العشيرة للجميع بغض النظر عن مواهبهم.
ومعنى عدم إشتراك جون فى المسابقة أنه سيُعاقب بشدة وحتى باتريك لن يستطيع التدخل فى مسئلة كهذه لأنها قوانين العشيرة على عكس مواقف ضرب سام لـ جون فهى مجرد مناوشات لم تصل إلى القتل أو الشل وإلا لن يتمكن باتريك من حماية جون أو سيخسر كل العشيرة.
بمعرفة هذا فجون لم يتخطى هذا الحد ، أما بالنسبة للمسابقة فبما أنه لا يريد المشاركة ولا يريد العقاب فالإنسحاب لكونه غير مؤهل هو أفضل طريقة للهروب من ذلك وأيضاً الذهاب إلى المنجم كان مفيداً لـ جون.
" حقاً ؟ " قال باتريك غير مصدق.
إبتسم جون فقط ولم يرد.
" حسناً.. أين مطيتى ؟ أنت لا تخطط للإستحواذ عليها صحيح ؟ " باتريك.
" سوف أردها لك قريباً " جون.
" متى ؟ " باتريك.
" قريباً يا أبى لا تقلق ؟ " جون.
" لا يهم... على كلٍ هل قرأت الورقة التى أعطيتها لك قبل نصف عام " باتريك.
" أوه.. تقصد تلك اللفافة " ضرب جون جبهته " للأسف قد إحترقت منى بالخطأ ".
" لا بأس " ولوح بيده كاشفاً عن لفافة أخرى " لقد أعددت لك واحدة أخرى ".
أمسكها جون وأشتعلت النار فى يده حارقة اللفافة " أوه.. لقد إحترقت مرة أخرى.. أسف جداً يا أبى... هل لديك واحدة أخرى ؟ ".
" إذاً لقد قرأتها " حدق باتريك فى جون قبل أن يتحدث.
لم يكن باتريك أحمقاً لكى لا يفهم من تصرفات جون أنه قرأها لذلك تابع " إعتقدت أنك عندما تقرائها سوف تهرع إلى... "
" لماذا " ذهب التعبير المرح لـ جون وقال بقوة " لماذا أبحث عنك بعد أن أعرف شيئاً كهذا ؟... ما شأنى بشخص تخلى عنى فى أشد وقتٍ كنتُ..... "
" الزعيم... مشكلة " ظهر صوت فى الغرفة.
حول جون نظره للوافد الجديد.
" الكبير الأول... زعيم الظلال " فوجئ جون وهو ينظر إلى الرجل ذو الخمسين عاماً والذى ظهر فى الغرفة منحنياً على قبضة واحدة.
الظلال : هم مجموعة مسؤلة عن حماية أهم مناطق العشيرة.
" الكبير الأول ! ، ما الخطب ؟ هل حدثت مشكلة فى بحيرة الفوضى ؟ " باتريك.
" نعم سيدى "
عبس باتريك " هل هى ؟ "
" نعم.. لقد وصل الجذر لأخر حياته " الكبير الأول.
" قد الطريق " وقف باتريك وقال بصوتٍ حزين.
أماء الكبير الأول ونظر إلى جون الذى تبعهم..
" زعيم العشيرة.. هو ! "
" سوف يرافقنا " باتريك.
لم يجرؤ الكبير الأول على الإعتراض رغم أن المكان الذى سيتوجهون إليه هو ثانى أهم موقع فى كامل العشيرة.
لم يغادروا قصر باتريك لقد توجهوا إلى حديقة باتريك الخاصة وفى شجرة من بين الكثير لمس الكبير الأول جذع الشجرة فى نقطة معينه وقال كلمة غريبة ثم تغير المشهد أمامهم ليظروا فى نفق طويل وعلى طول الطريق شعر جون بهالة أكثر من عشرين فى المستوى الثالث إلى أن وصلوا لبحيرة صغيرة شفافة.
مد الكبير الأول يده وطار شئ من البحيرة فى يده قبل أن يأخذه ويُعطيه لـ باتريك.
بدأ باتريك بتفحصه وكذلك جون.
ما كان فى يد باتريك كان جذراً بُنياً لا يختلف عن الطبيعى هذا بخلاف كونه متشققاً وجافاً.
جذر الفوضى مكون بحيرات الفوضى.
بحيرات الفوضى هى مصدر أحجار الفوضى والجذر هو منبعها وأساسها.
" لقد وصل حقاً لنهاية حياته ولن يستمر لأكثر من ثلاثة أيام " تنهد باتريك.
" ما العمل الأن يا زعيم ؟ " الكبير الأول.
لم تقتصر بحيرات الفوضى على إنتاج أحجار الفوضى بل كذلك تُغير بيئة الفوضى.
هناك خمس مقومات* للإختراق.
{ عوامل }
الموهبة ، الشخصية ، الموارد ، الصقل وأخيراً البيئة.
{ راجعوا الفصل الثامن لتفهموا الأربعة الأوائل }
البيئة هى تركيز الفوضى فى محيط الفرد.
ومع ذلك للأسف البيئة فى المنطقة المقفرة كانت مثل إسمها مقفرة لذلك مُن يُريد الإعتماد على طاقة الفوضى فى البيئة المحيطة فقد يستغرق ضعف الوقت أو ضعفين الوقت للإختراق لكل مستويات الموهبة.
ومع ذلك هناك طريقة يُمكنها زيادة طاقة الفوضى فى البيئة وهى بحيرات الفوضى.
لذلك خسارة بحيرة الفوضى لن يُقلل من دخل العشيرة وفقط ولكن سوف يُصيبها بالركود على المدى الطويل وكذلك خسارة الزيادة فى الفوضى فى البيئة المحيطة فى العشيرة مما سيجعل الإختراق أكثر صعوبة وهو شئ سيدب الرعب فى كامل أرجاء العشيرة.
" ماذا نفعل ؟ " تنهد باتريك " سوف أعلن عن الأمر بنفسى.. "
" يُمكننى علاجه ".
حول باتريك والكبير الأول نظراتهما إلى جون ليسا هما فقط ولكن العديد من الظلال المختبئة.
" ما خطب هذه النظرة " إبتسم جون وإقترب من باتريك مُظهراً راحه يده " يُمكننى علاجه ".
" جون لا مزاح فى شئ كهذا " قال باتريك بعيونٍ ضيقة.
" هل تعتقد أنى سأمزح فى شئ قد يُهدد بقاء عشيرتنا ؟ " إنزعج جون وأمسك بالجذر من يد باتريك وحدق فيه " ومع ذلك سوف أحتاج إلى الكثير من الموارد العادية وحتى الموارد الروحية ".
" الزعيم الصغير ، أمرٌ كهذا يُعد مخاطرة كبيرة.. لقد خسرنا جذر العشيرة بالفعل ولا نستطيع تحمل خسارة مواردنا الإستراتيجية " قال الكبير الأول غير مصدق.
تجاهله جون ونظر إلى باتريك.
حدق باتريك بالمثل فى جون وعندما رأى نظرته تنهد " لا بأس "..
" زعيم العشيرة... " صرخ الكبير الأول..
" لا داعى لكلمة إضافية أيها الكبير الأول " قطاعه باتريك " لنذهب يا بنى أرنى معجزة أخرى اليوم وأنت أيها الكبير الأول إتبعنا ".