لا إله إلا الله

3

{ الـبـدايـة 3 }

فى ظلام الليل كان جون يسير متخبطاً وهو يتذكر كل ماحدث.

من الرقص والشرب والإحترام والخوف والحسد فى عيون الجميع إلى الإشمئزاز والسخرية والإستهزاء.

من النوم مع أجمل فتاه فى العشيرة إلى الهروب متخفياً فى منتصف الليل حتى لا يراه أحد.

من المجد إلى العار.

كل هذا تغير بسبب شئ واحد.

إنهار عالم جون وخسر روحه وقلبه وإستعيض عنه بلا شئ سوى الإنتقام ، مِن مَن لا يعرف فقط عليه الإنتقام ، ربما مِن المحيطين الذين أخبروه عن الموهبة يوم مولده ! ، أو مِن والده الذى لم يدعمه ! ، أو ربما من روز الفتاه التى أحبها ! ، أو ربما من سام ! أو مِن.......... نفسه !.

" أتيت أخيراً أيها الزعيم الصغير ".

رفع جون رأسه ليقابل مصدر الصوت ليفاجئ بـ " سام ".

" نعم سام " إقترب سام منه بخطوات هادئة وعلى وجهه إبتسامة نصر " سام الذى كنت تهينه وهو صغير بسبب دعم والدك وموهبتك المزعومة ولكن إنظر إليك الأن ، لم تذهب موهبتك فقط ولكن حتى أباك تخلى عنك والسبب... " إقترب سام من جون ووضع فمه أمام إذن جون وقال " هو أنك قمامة ".

إرتعش جسد جون وأشار إلى سام وأراد التحدث عندما.

" أمسكوه " قال سام وإنطلق إثنان من خلفه وكانا فى المستوى الثانى.

لم يستطع جون أن يمنعهما من الإمساك به.

" هذه لوالدى " وجمع قبضته وبقوة كبيرة صوبها فى بطن جون.

أرغه

تقيأ جون الهواء وكاد أن يسقط ولكن من يمسكاه أرغماه على الوقوف.

" أنا هو الزعيم الصغير " جون.

" هذه لأبى مرة أخرى والذى مات بسبب والدك " جمع سام قبضته مرة أخرى وضرب جون دون الإكتراث لكلامه.

أرغه

" أبى هو...... " جون.

" هذه لأمى التى لم تتحمل فراق أبى وماتت ".

أرغه

" هذه لدموع جدى الذى زُرفت على أبى الميت ".

" هذه أيضاً لجدى الذى قمعه والدك ولم يجعله يخترق إلى المستوى الخامس ليتمكن من التحكم فى العشيرة لوحده ".

" هذه لـ..... "

إستمرت الضربات وإستمر معها كره جون وحقده ورغبته فى الإنتقام ينمو ولكن هذه المرة كان هناك هدف لهذا الإنتقام......... سام.

كم مرعب من الألم سيطر على جسد جون مع كل ضربه ومعه صرخ جون فى سام ولكن سام لم يتوقف.

فى النهاية بصق جون الدماء وأغمى عليه.

ترك الإثنان الذان يُمسكان بـ جون ليسقط على الأرض.

" لنرحل " قال سام بإبتسامة سعيدة وتحرك ولكن فجأة تغير تعبيرة وتذكر شيئاً وإلتف إلى جون بإبتسامة شيطانية " كيف أنسى ؟ ".

إقترب سام من جون وهو يتحدث " كيف أنسى ؟ ، كيف أنسى ؟ أن أنتقم لنفسى !... أمسكاه جيداً "

نفذ الإثنان الامر وأمسكا بأطراف جون الأربعة.

رفع سام وجه جون وحدق فيه.

" منذ الصغر وأنت تملك ما لم أملكه ، حتى الوسامه ولهذا سأحولك لوحش يكرهه الجميع " تحولت إبتسامة سام لوحشية وهو يقدم سبابته فى عين جون اليسرى ومدها ببطء شديد.

" أااااااااااااااااااه " إستيقظ جون بسبب الألم وصرخ ولكن هذا زاد من إبتسامة سام الوحشية أكثر ، وقدم إصبعه ببطء أكثر والذى زاد من ألم جون أكثر وأكثر " إصرخ أكثر.. إصرخ أكثر ".

تراكم الحقد والكره لـ جون فى قلب سام منذ الصغر حتى من تفرقة المعاملة بينه وبين جون مِن طرف كل أفراد العشيرة.

سام حفيد الشيخ الأول ولكن ما هى أقصى موهبة يُمكن أن يوقذها أليست المتوسطة ، أما جون فموهبته ستكون بكل بساطة موهبة عليا وهى شئ نادر ليس فى العشيرة بل فى كل المنطقة المقفرة والتى تملك الكثير من القوى المختلفة.

" أاااااااااااااااااااااااااااااااه " صرخ جون برعب وإعتلى على جسده وعقله ألم مخيف ، ولكن للأسف لم يستطع الإغماء أو حتى الموت وإنهاء هذا العذاب.

تدمرت عين جون اليسرى وسحب سام إصبعه ولكنه لم يكن راضياً فأخرج سكينا وبدأ يشوه وجه جون.

جون الذى أغمى عليه مرة أخرى إستيقظ وصرخ ولكن وعيه قد تحطم بالفعل وهذا الصراخ كان رد فعل غريزى عندما يشعر الجسد بألم كبير.

حدق سام فى جون وإبتسم... لا ، لقد كان مبتسماً بالفعل فقط إبتسامته كانت تتوسع حتى لم يعد يُرى أنه بشرى بعد الأن.

" لنرحل " قال سام وترك جون على الأرض وحوله دمه من تشوه وجهه وفقع عينه.

رحل سام بهدوء دون أن يدرك أن باتريك كان ينظر إليه من الظلام من البداية إلى النهاية.

*****

بعد أربع سنوات.

" محال " كان هناك رجل يرتدى قناعاً يقف أمام ما كان يوماً عشيرة كارثر.

تحرك الشاب داخل العشيرة المحطمة ورأى الجثث منتشرة فى كل مكان ومنها حتى جثة باتريك وبجواره جثه الشيخ الأول والشيخة الثانية.

إقترب الرجل من باتريك وقام بقلبه ليجعل وجهه له وصرخ " مستحيل ".

سقط الشاب على ركبتيه وبكى بشدة " أبى ... أبى ، كيف مت ؟ ، أنت فى المستوى الخامس ، واحد من أربعة عمالقة فى المنطقة المقفرة... كيف ؟ ، كيف ؟ "

بكى الرجل والذى لم يكن غير جون.

" لقد ذهبت لمهمة لمدة شهر لأجل الطائفة ، وقبل أن أرحل كان كل شئ على ما يرام ، كيف ؟... بكاء... كيف ؟ "

" أردت العودة بسرعة لإخبارك أن إبنك لم يعد قمامة وإخترق إلى المستوى الثانى ، ربما لازلتُ ضعيفاً ولكنى سوف.. بكاء... سوف... بكاء.. سوف أصبح لا أقهر وأنتقم لك ".

فتش جون فى جسد والده ولم يجد شيئاً غير ملابسه التى عليه وعندما كان على وشك الرحيل وجد قبضة والده مغلقة وداخلها قطعة قماش حريرية " هذا القماش لـ.... "

*****

بعد ثلاثة أشهر.

" أنقذنى ".

كان جون يتحرك بخطى ثقيلة ولكنه توقف فجأة عندما سمع صوتً يبدو وكأنه ينادى عليه فألتف ليرى ثلاثة أشخاص يضربون رجلاً عجوزاً.

" كاذب لعين بعد أن قمت بقتل أخانا تجرؤ على طلب المساعدة " صرخ واحد منهم وأعطى ضربة قوية للعجوز فى معدته.

أرغه.... تقيأ العجوز وسقط أرضاً " لم أقتل أحداً... أرغه... حالته كانت ميؤساً منها أنا فقط.. أرغه.. أنا فقط كنت أحاول إنقاذة " حاول العجوز الدفاع عن نفسه ولكنهم إستمروا بضربة.

رائهم جون وتجاهلهم وإستمر فى السير.

" أنقذنى أيها الشاب أنا أستطيع مساعدتك " صرخ العجوز ولكن جون تجاهله.

ترك الثلاثة الصعداء برؤية جون يرحل والسبب هو أن قوة جون كانت فى المستوى الثانى وهم فى المستوى الأول.

" أنت ذو موهبة عليا " صرخ العجوز مما جعل جون يتجمد.

" ماذا قلت ؟ " إلتف جون ونظر نحو العجوز مما جعل الثلاثة يتجمدون.

" أنت فى الأصل ذو موهبة عليا ولكنك مسمم " صرخ العجوز على عجل خوفاً مِن أن يتركه جون ويرحل.

فوجئ جون وسأل " كيف تُثبت هذا ؟ "

" أنقذنى وسأثبت لك ، ولو لم أفعل فأقتلنى " العجوز.

" الصديق هذا الشخص.. " قال واحد منهم بقلق وهو يشير إلى العجوز ولكن جون لم يهتم بهم وسار إلى العجوز وكشف عن قوته مما جعلهم يرتعشون ويبدأون بالفرار.

" شكراً.. شكراً على إنقاذى " قال العجوز.

2021/05/29 · 1,402 مشاهدة · 1088 كلمة
نادي الروايات - 2024