لا إله إلا الله
4
{ الـبـدايـة 4 }
" ربما أكون قد أنقذتك ولكن ليس هناك ما يضمن أنى لن أقتلك لو كذبت على " جون.
" أعطنى يدك " قال العجوز وأمسك بيد جون وإلق عينيه.
شعر جون بهالة لطيفة ومختلفة ، هالة نقية و فريدة لم يشعر قط بها.
" هذه تكون ؟ " جون.
لم يرد العجوز عليه وقال " قبل أن أجيبك هل تعرف ما هى الموهبة ؟ ".
" قوة الدم ".
" نعم إنها قوة الدم " أماء العجوز وتابع " تنشأ قوة الدم أو الموهبة من مستوى التدريب ، فدم متدرب من المستوى السادس هو مورد زراعة قيم للمتدربين من المستوى الأول إلى الخامس وإن لم يكن بنفس الدرجة ".
" متدرب من المستوى الخامس سوف يحصل إبنه على موهبة متوسطة بنسبة 90% مع 9% فرصة أن تهبط إلى موهبة منخفضة وفرصة 1% أن ترتفع إلى موهبة عليا ، بالطبع قد تتداخل موهبة الأب الرئيسية دون الإهتمام بمستوى تدريبه ، أمر أخر وهو أن طفرة الموهبة يمكن التنبأ بها وإن لم يكن بشكل أكيد ، فلو كانت موهبة الأب والأم متوسطة سوف تميل كفه موهبة المولود إلى عليا مع قله كونها منخفضة أو إنعدامها مع الترجيح الأكثر أن تكون موهبة متوسطة بنفس النسبة السابقة ".
{ لمن لم يفهم متوسطة 90% ، عليا 10% }
" لذا السؤال الطبيعى هنا ماذا عن البشر الأوائل " قال العجوز وهو يحدق فى جون " سوف أخبرك ولكن قبلاً دعنى أخبرك عن السم داخلك إنه يدعى " بعوضة الموهبة " وهو يمتص الموهبة إلى أن يقللها إلى أدنى حد لها ، السم داخلك ليس ذو درجة عالية لذلك إحتاج إلى عشرة أعوام لتقليل موهبتك من عليا إلى منخفضة ، ولكن من وضعها لك إستمر حتى 16 عاماً يبدو أنه كان يريد أن يجعلك مشلولاً ما لم يرد أن يقضى عليك تماماً ، ولكن قوة دم والديك كانت أقوى مما يتوقع وإلا لمت ما لم تصبح مشلولاً ".
صمت جون لفترة قبل أن يسأل " هل له علاج ؟ ".
" لو كان قبل الإيقاظ لربما كان هناك أمل ولكن الأن لا " العجوز.
" وداعاً " لف جون رأسه ليغادر.
" إنتظر أنا طبيب بلا مثيل أستطيع تعليمك الطب وإعطائك طريقتى الخاصة وسوف تكون بلا مثيل " صرخ العجوز على جون ولكنه تجاهله.
" إنتظر انا أيضاً طاهى ويمكننى تحول جثث الوحوش إلى أشهى أنواع الأطعمة " صرخ العجوز ولكن جون تجاهلة وإستمر فى الرحيل.
لم يستسلم العجوز وتشبث بذراع جون.
عندما قطع جون مسافة كيلومتر ورأى أن العجوز لم يتركه عبس وتوقف " تريد متابعتى ؟ "
" نعم ".
" قلت أنك طاهى وطبيب جيد " جون.
" بلا مثيل " وقف العجوز وقوم ظهره وومضت النجوم خلفه فجأه " أه " إنحنى العجوز بسبب صوت أتى من عظام ظهره.
" وداعاً " إلتف جون وغادر مرة أخرى بعد أن رأى عرض العجوز المثير للشفقة وفكر " طبيب بلا مثيل ولا تستطيع علاج ظهرك.. مَن سيصدقك ؟! ".
" إنتظرنيييييييييييييى " صرخ العجوز ولحق بـ جون.
*****
بعد عشر سنوات.
أمام بحيرة صافية جلس شاب وسيم فى الثلاثين يُحدق فى البحيرة.
" جون... الطعام معد " إلتف الشاب والذى لم يكن غير جون ، والذى تعالج وجهه وعينه ولم يعد يرتدى قناعاً ، وسار فى إتجاه الصوت ليجد أن اللحم الموضوع على السيخ فوق النار قد تم طهيه وخرجت منه رائحة زكيه.
إشتمها جون وأماء " طعامك رائع ".
" طعامى دائماً ما كان رائعاً " قال صوت عجوز وبدا كما لو كان غاضباً قليلاً وبالنظر إليه فقد كان العجوز قبل عشر سنوات الذى إلتصق بـ جون.
" حسناً لا تنزعج " إبتسم جون مهدئاً العجوز.
" لا بأس سوف أسامحك هذه المرة " العجوز.
" بلا شخصيه " هز جون رأسه.
" ماذا قلت ؟ " صرخ العجوز.
" أنا أقول الحقيقة فقط " جون.
" تباً لك سوف أضربك... لا تهرب.. تعالى إلى هنا " لاحق العجوز جون
بعد قليل جلس الإثنان أمام البحيرة يحدقان فى إنعكاس البدر فوق البحيرة ، الفرق أن العجوز كان يلهث بينما كان تنفس جون طبيعياً وحمل وجه إبتسامة ساخرة وهو يحدق فى العجوز.
لم يستمر الهدوء كثيراً حتى ظهر شخص ما.
حد فيه جون وعبس " إهرب " قال للعجوز دون أن ينظر إليه.
" ماذا عنك ؟ " أعد العجوز نفسه لأنه فهم أنه سيكون عبئاً على جون ، ولكنه لم يستطع أن يرحل دون أن يسأل.
" لا تقلق سألحقك " قال جون وحدق فيه مبتسماً قبل أن يعيد نظره للوافد الجديد وإنفجرت طاقته مع تحول وجه لجدى.
" المستوى الثالث... تسك وأنا من إعتقدت أنه سيكون هناك شخصٌ قوى يتحدانى " كان المتحدث رَجُلاً عضلياً أصلعاً ضخم يحمل هراوه مدببه بين يديه.
" المستوى الرابع " إمتص جون نفساً من الهواء وحدق فى إتجاه العجوز وتنهد " من الجيد أنه رحل ".
على مدار العشرة أعوام تعمقت صداقة جون والعجوز إلى مستوى لا يوصف ، وهذا ليس بسبب أنه عالج وجه جون ولكن بسبب أن العجوز كان يستحق هذه المعاملة وهذا ما أثبتته المواقف المختلفة على مدار العشر سنوات.
" أحضره " قال الرجل العضلى وظهر شخص وفى يده العجوز.
" أنت...! " جون.
" أحمق " سخر الأصلع " هل تعتقد أنه يمكن لأحدٍ منكما الهرب بعدما فعلتما بعصابتى ؟ ".
" إقتلنى أنا " قال جون وإقترب من الأصلع راغباً فى تسليم نفسه.
" أحمق.. أهرب أنت... أنا عجوز بالفعل وسأموت على أى حال " صرخ العجوز.
" لقد أنقذت حياتى كثيراً أيها العجوز " قال جون ولا توجد على وجهه ذرة حزن واحدة " إذهب الأن وتجوز وأنجب لك إبناً أو إثنان وشاهدهما وهما يكبران فى منزل صغير بحديقة جميلة ".
" أنت... ! " لم يعرف العجوز ماذا يقول.
" هل أنهيتما مسرحيتكما العاطفية ؟ " سخر الأصلع.
" أيها القائد إنهما شاذان " ضحك الرجل الأخر.
" معك حق " إنفجر القائد فى الضحك قبل أن ينظر إليهما " من منكما يريد الموت أولاً ".
" أنا " تحدث جون والعجوز مع بعض.
" إذاً سأقتلكما سوياً " قال الأصلع ورفع سيفه نحو جون بينما لازالت شفرة الأخر على رقبة العجوز.
فهم جون أن المعركة ميؤس منها من البداية ، ناهيك عن الأصلع ذو المستوى الرابع فحتى الأخر ذو المستوى الثالث كان أقوى من جون ، كما أن سلاحة كان على رقبه العجوز ، وسواءً قاتل جون أو لا فالنتيجة واحدة ، لقد أراد بإستسلامه أن يرحموا العجوز ولكن إمنيته لم تتحق لأنه والعجوز قد ماتا.
رأى جون سقوط رأس العجوز أمامه قبل أن يذهب وعيه لأن رأسه هو الأخر كانت تسقط إلى الأمام وجسده كان يسقط إلى الخلف.
*****
" لم تخيبنى فى النهاية يا فتى ، وبسبب أنك أردت التضحية بنفسك لى سوف أكافئك بشئ عظيم ، شئ بلا مثيل ، شئ فريد ولا نسخة أخرى منه فـ.... لا تُخذلنى ".
*****
" الزعيم الصغير إستيقظ ".
دوى صوت العجوز فى أذن جون قبل أن يستيقظ على صوت نسيه منذ فترة طويلة.
وقف جون وحدق حوله بصدمة قبل أن يقترب من المرآه وصرخ...
" أنا عدت ".
******
روايتى الجديدة
ترقوبنا يومياً بإذن الله فى فصلين جديدن من الساعة الخامسة إلى الخامسة والنصف مساءً بتوقيت مصر.
تابعونا وإدعمونا ولن تندموا.
حمزة / الأسد