101 - برق الموت وظلال العدم( الجزء الاول)

الفصل 101 – برق الموت وظلال العدم (الجزء الأول)

القاعة السوداء لم تعد قاعة. تحوّلت إلى ساحة حربٍ بين المفاهيم.

الصواعق تهاجم الأعمدة الحجرية، والنار السوداء والبرق الذهبي يتنازعان كوحشين قديمين يتحديان قوانين الوجود.

وقف إمبراطور البرق أوريون، سيد مملكة النور، بثيابه الموشّاة بخيوط برقٍ حيّة، عينيه كنجمتين تشتعلان بالكبرياء القاتل.

أمامه كان ريفان، نصف جسده ينهار، وسيفه الرمادي يرتجف في قبضته كأنه يرفض الخضوع.

> أوريون (صوته يهز الجدران):

"أيها الحثالة… كيف تجرؤ على رفع رأسك أمام عرش البرق؟"

رفع يده، فانبثقت دوامة من الضوء، وتجمّعت السماء فوقه كسيفٍ من عاصفة، وأطلقها صارخًا:

> الهيئة الأولى – فجر العاصفة!

تقنية: قانون العاصفة الملكية – “انقسام الرعد السماوي”!

الصاعقة شقّت الأرض نصفين، والقاعة غمرت في بحرٍ من الضوء المقدّس.

كل حجر احترق، كل ظلّ تلاشى، وكأن العالم نفسه انحنى أمام قوة أوريون.

ريفان وقع على ركبتيه. جسده يتفتت، دماؤه تصرخ، وصوته الداخلي يتلاشى:

> "هل… هذه نهايتي؟ بعد كل ما سرقته من السماء؟"

لكن من أعماق العدم، انبثق الكتاب السماوي.

صفحة جديدة انفتحت، حروفها حمراء كدم الخلود، تنزف نبوءة:

> "إما أن تندمج… أو تُمحى."

صوتٌ قديم تردّد في ذهنه، صوت الإمبراطور الخالد الذي علّمه أولى وصايا الظلال:

> "لن تصبح ظلّ العدم، يا وريثي، إلا إذا مزّقت حدودك بدمك."

عندها اهتزّ الكون.

---

⚫ الهيئة الأولى – ولادة الظلّ

النقش الرمادي في صدر ريفان اشتعل، والظلال خرجت من مسامه كالدوامة، تلتفّ حوله مثل جحيمٍ واعٍ.

عينه اليسرى انفجرت، لكن من الرماد وُلدت العين الإلهية، دائرة من رموز الأبدية، تنظر إلى العالم كأنه ورقة قابلة للتمزيق.

> تقنية: وصية الظلال الأولى – “همس العدم”!

بمجرد أن تلفّظ بها، تراجعت الصواعق، وانكسرت موجات البرق الذهبي.

الضوء نفسه بدا خائفًا من أن يلمسه.

ضحكة باردة خرجت من بين شفتيه:

> "أوريون… سأريك كيف يموت الضوء أمام الظلال."

---

⚡ الهيئة الثانية – قلب الفردوس (أوريون)

أوريون ابتسم، عروق وجهه تشتعل، وشعره الذهبي يتحول إلى فضيّ، والسماء فوقه تمزّقت ككفنٍ محترق.

> “أنت لست الأول الذي يوقظ هيئة، يا وريث العدم…”

رفع يديه، والعالم تخلّى عن صمته.

البرق تجمّع، والسحب صارت دوّامة سماوية، وكل شعاعٍ تحوّل إلى رمح من النور الخالص.

> الهيئة الثانية – قلب الفردوس!

تقنية عليا: قلب الفردوس الثالث عشر – “حكم النور الأبدي”!

انفجر الضوء كطوفانٍ مقدّس، يبتلع كلّ شيء، حتى الزمن نفسه تجمّد للحظة.

---

🌑 الهيئة الثانية – قلب الهاوية (ريفان)

ريفان رفع رأسه وسط الدمار، نصف وجهه يذوب، لكن الظلال نمت من جراحه كأجنحة سوداء.

صوته خرج عميقًا، يحمل صدًى من آلاف الأرواح:

> “وصية الظلال الثانية – ‘تجلي السقوط’.”

امتدت دوامة العدم من حوله، تمتص الضوء، تمحو الأصوات، وتحوّل الهواء إلى فراغٍ أبدي.

الكتاب السماوي انقلبت صفحاته بسرعةٍ جنونية، وكأنها تلهث لمواكبة قوته الجديدة.

---

القاعة انهارت.

الصواعق تجمّدت في السماء كأحجارٍ ذهبية.

الظلال زحفت من تحت الأرض كجيشٍ من أرواحٍ مجهولة.

وفي مركز كلّ ذلك، يقف كائنان:

أحدهما يُدعى إمبراطور البرق، والآخر يُعرف باسمٍ بدأت العوالم تنساه:

سيد الظلال… وريث العدم.

---

2025/11/01 · 3 مشاهدة · 468 كلمة
نادي الروايات - 2025