الفصل 103 – قلب السماء ورقصة العدم

المشهد الأول – بُعد الظلال يتصدّع

الهدوء تحوّل إلى رجفة كونية. الشقوق بدأت تظهر في الظلام، ومن بينها اندفع وميض برق ذهبي شطر الفراغ إلى نصفين.

إمبراطور البرق أوريون ظهر كأنه نجم حيّ، جسده يقطر دمًا، لكن عينيه تحملان جنون السماء.

أوريون (يصرخ): "لقد تجرأت على المساس بالبرق! الآن سترى قلب السماء الحقيقي!"

رفع سيفه السماوي، فاشتعلت السماء الوهمية فوقهما بآلاف النجوم التي خفقت كقلوب غاضبة.

كل نجمة تحولت إلى نواة برق، تنبض بطاقة تكفي لمحو قارة بأكملها.

"قلب السماء – انهيار العالم!"

---

المشهد الثاني – الغمر السماوي

الصواعق نزلت كطوفان من الضوء.

كل ذرة من العدم احترقت، والظلال بدأت تصرخ ككائن حيّ يحتضر.

ريفان ركع على ركبة واحدة، الدم ينزف من أذنيه، عينيه، وفمه، والظلال التي تحيط به تشتعل كأنها تتبخر.

ريفان (بهمس متقطع): "هذا… ليس مجرد برق… إنها إرادة السماء نفسها."

---

المشهد الثالث – تمرد الكتاب السماوي

في عمق وعيه، ارتجف الكتاب السماوي. صفحة جديدة فُتحت من تلقاء نفسها، رموزها مكتوبة بدماء لا تنتمي لهذا العالم.

"الصفحة الرابعة – القوة المحرّمة الرابعة: رقصة الفناء الأبدي."

وسطر وحيد تحته:

"الثمن… روحك."

ريفان أطلق ضحكة قصيرة، مختنقة بالدم:

"روح؟ لم تعد تعني شيئًا."

---

المشهد الرابع – هيئة الظلال المنكسرة

انفجر جسده بطاقة سوداء.

لكن هذه المرة لم تكن قوة منتظمة… بل انكسار محض.

الظلال التفّت حوله ككائنات متوحشة، تمزّق الهواء وتزحف نحوه، كأنها تريد التهامه لا خدمته.

"لقد… تجاوزت حدودك يا وريث العدم."

كان ذلك صوتًا داخله، كأنه يأتي من عمق الكتاب السماوي نفسه.

ريفان رفع سيفه الرمادي، لكن قبضته ترتجف.

ريفان (بصوت مبحوح): "لا… لم أنتهِ بعد."

---

المشهد الخامس – بداية الرقصة المحرمة

"رقصة الفناء الأبدي – المقطع الأول!"

ارتفع الظلام إلى الأعلى كدوّامة سوداء، محا كل ما حوله، حتى ضوء البرق نفسه انطفأ للحظة.

لكن حين خرج أوريون من العاصفة، كان جسده لا يزال يشتعل.

لم يسقط. بل ازداد وهجًا.

> أوريون (يصرخ بغضب سماوي): "أنت تظن نفسك مساويا لي؟! أنا ابن العاصفة!"

مدّ ذراعه نحو السماء، فاشتعل الأفق كله بالضوء.

> "قلب السماء – النبض الثاني!"

تدفّق البرق في كل اتجاه، حتى العدم لم يعد يحتمل.

ريفان شعر بأن جسده يتفكك، عظامه تتلاشى، والظلال تصرخ من حوله.

---

المشهد السادس – الهروب من قلب الجحيم

العين الإلهية اشتعلت فجأة.

دوائر رمزية ظهرت حولها، ثم انفتحت في الفضاء صدوع داكنة تشبه بوابات إلى لا شيء.

ريفان (يهمس بصوت متقطع): "عين الذهبية … الهيئة الثانية… الانتقال الآني: خيط الفناء."

في لحظة، انكمش جسده إلى خيط من الضوء الأسود واختفى بين طيات العدم.

كل ما بقي هو صدى صوته:

"ليس بعد يا أوريون… سأعود حين تذبل سماؤك."

---

المشهد السابع – سقوط البعد

أوريون ظلّ واقفًا وسط الخراب، يتنفس بصعوبة، وجسده يقطر نورًا من جراحه.

أوريون (بصوت خافت): "هرب؟! … لا، لقد نجا الموت نفسه منه."

رفع بصره إلى السماء الممزقة.

البرق خمد، لكن الشقوق في البعد لم تنغلق بعد.

في مكانٍ آخر، كان ريفان يسقط عبر الظلال، نصف جسده متفكك، وعيناه تومضان بوميضٍ بين الحياة والعدم.

---

المشهد الأخير – الفجر المشوّه

حين خرج من الشق الزمني، سقط في أرض غريبة. هواءها ساكن، سماؤها رمادية.

جسده مغطى بالرموز الحمراء التي تنزف ضوءًا.

ريفان (بصوت خافت): "أوريون… لقد رأيت قلب السماء… وسأمزقه حين أعود."

وفي البعيد، ارتجف الأفق.

كان كائن ضخم يفتح عينيه من نومٍ طويل، كأنه شعر بتلك الصرخة من بين الأكوان.

---

2025/11/01 · 1 مشاهدة · 535 كلمة
نادي الروايات - 2025