الفصل 104 – فرح البرق وقلق السماء

---

المشهد الأول – فرح البرق

سماء الإمبراطورية العظمى كانت تعجّ بالضياء.

الغيوم المتقدة تدور كأنها رقصة انتصار، والبرق يكتب على صفحة السماء: “المتمرد سقط”.

في ساحة المعبد السماوي، وقف إمبراطور البرق أوريون وسط وهج لا يُحتمل.

الملوك والأباطرة من حوله يرفعون كؤوس النور، أصواتهم تختلط بالرعد، وكأن السماء نفسها تشاركهم النشوة.

الملكة أريانا همست بابتسامة متوترة:

"لقد انتهى التهديد أخيرًا… وريث العدم تلاشى."

ضحك الإمبراطور ماركوس، وسيف اللهب في يده يعكس الضوء على وجوه الحاضرين:

"من كان يظن أن ذلك الطفل سيتحدى السماء ذاتها؟ أوريون… لقد صنعت مجدًا جديدًا للسماء."

لكن أوريون لم يضحك.

وجهه مضاء بالبرق، عيناه تلمعان بوميضٍ لا يشبه الفرح بل القلق.

أوريون (بصوت منخفض): "تلاشى… نعم، لكن لم يُمحَ."

الملك ثاروس، سيد الوقت، توقّف عن الشرب للحظة ونظر إليه بدهشة:

"أتقصد أنه ما زال حيًّا؟!"

أوريون: "رأيت موته… لكن شيئًا في أعماق البرق ارتجف، كأن السماء نفسها رفضت إعلان النهاية."

صمت ثقيل خيّم على القاعة، حتى الرعد تراجع كأنه يستمع.

وفي السماء، وميض غريب انطفأ قبل أن يُلاحظ… كأن ظلًّا عبر ضوء البرق للحظة.

---

المشهد الثاني – همس العدم

في قاعة المرايا السماوية، كان الإمبراطور أريان، سيد النجوم، يحدّق في خرائط الضوء التي تتشكّل فوق كفه.

النجوم تتلامع ثم تخبو بشكل غير مألوف.

أريان (يهمس): "توازن النجوم اختلّ… الظلال لم تُمحَ، بل غاصت في طبقة أخرى من الوجود."

رفع بصره نحو السقف السماوي:

"ذلك الفتى… لم يسقط، بل انتقل."

---

المشهد الثالث – فيكتور وليليا

في أقصى أطراف عالم الظلال، حيث لا يُسمع سوى صرير الريح وصرخات المخلوقات المفقودة،

كانت ليليا – أميرة الظلام، تمشي بخطوات صامتة على الجسر الحجري العائم، وشعرها الأسود يتطاير مع العاصفة.

إلى جانبها فيكتور – إبن ريفان ، يحمل رمحه الغارق في الهالة البنفسجية.

> فيكتور: "اختفى أثره تمامًا… حتى الكتاب السماوي صمت."

ليليا (بصوت بارد يخفي ارتجافًا): "ريفان لا يموت، يا فيكتور. هو الظل نفسه. ربما تلاشى، لكنه لم يختفِ."

توقفت ونظرت نحو الأفق المكسور، حيث السماء تلتقي بالعدم.

"حين يعود… لن تكون السماء هي التي تحكم، بل هو."

فيكتور أومأ بصمت. من حولهما، تحركت الظلال كأنها تسمع نبوءة لم تُعلن بعد.

---

المشهد الرابع – القصر السماوي

بينما يواصل الأباطرة احتفالهم، بدأ الرعد يختنق.

الغيوم المضيئة تحولت تدريجيًا إلى رمادية داكنة، كأن شيئًا مجهولًا يتسرّب من العدم نحو العالم الأعلى.

أوريون رفع رأسه فجأة.

رأى بين البروق وميضًا أسود صغيرًا…

نقطة وحيدة من الظلال تتراقص بين الضوء، ثم اختفت.

أوريون (بهمس متصلب): "إنه لم يمت."

توقّف البرق للحظة… ثم سكنت السماء.

---

2025/11/01 · 1 مشاهدة · 402 كلمة
نادي الروايات - 2025