11 - همسات الخراب... ونفطة اللاعودة

الفصل 11 – همسات الخراب… ونقطة اللاعودة

كانت العاصفة تزمجر فوق الجبال الميتة، ورياحٌ رمادية تتطاير معها شظايا صخور كأنها نذرٌ لما سيأتي.

وقف ريفان عند مدخل الوادي الملعون، عينيه تحدّقان في البوابة التي تنزّ منها دماء سوداء.

لقد عبر عشرات العوالم، وسقط في مئات الأحلام… لكن شيئًا ما في هذا المكان جعله يتردّد.

كانت الهمسات تدور حوله، كأن كل روحٍ مرّت من هنا… لم تخرج أبدًا.

صوت ليليا دوّى خلفه:

– «ما زال بإمكاننا التراجع…»

– «لا، ليس بعد الآن.»

أجاب ريفان وهو يمد يده نحو الباب، وظهرت على جلده علامات قديمة… كانت مختومة منذ ولادته.

حين لامس البوابة، ارتجّ الوادي كله.

ظهر فجأة طيفٌ مكسور، شبحٌ بلا ملامح، تمزق نصفه، بينما نصفه الآخر يصرخ بأصوات كل من ماتوا في الظلال.

قال:

– «أنتَ… حامل اللعنة السابعة… ابن من لا يجب ذكره…»

تجمّدت ليليا.

رفرف وشاحها في الريح، وبدأت تنظر إلى ريفان بخوف حقيقي.

لكن ريفان لم يرتجف، بل قال بهدوء:

– «افتحوا الطريق… لقد تأخرتُ بما فيه الكفاية.»

---

في القصر السماوي، كان الإمبراطور ماركوس يقف عند الشرفة وهو يراقب سقوط شهاب أسود من السماء.

قالت الملكة أليسا بصوت مهزوز:

– «ذلك النجم… إنه ليس نجمًا عاديًا… إنه إنذار.»

أجاب ماركوس دون أن يلتفت:

– «لقد كسر الختم الخامس… الخطوة القادمة… ستغيّر هذا العالم.»

---

في الظلال، كان “الشيخ النائم” يستيقظ لأول مرة منذ ألف عام، بينما تشتعل أعمدة النسيان في جبل طولون.

ريڤان دخل الممر المظلم خلف البوابة، وكل خطوة كان يسمع فيها صوتًا من ماضيه…

صوت والدته وهي تموت… صوت صديقه وهو يُطعن… صوت صرخته الأولى حين وُلد وحيدًا.

همسات الخراب تلاحقه،

لكن ريفان لم يتوقف.

– «إن سقطت هنا… لن تقوم أبدًا.»

قالت ليليا بحزن وهي تمشي خلفه.

أجابها:

– «بل إن سقطت هنا… سأقوم من جديد.»

وهنا…

بدأ كل شيء يتصدّع.

2025/07/31 · 25 مشاهدة · 287 كلمة
نادي الروايات - 2025