الفصل الثاني عشر – إرث العيون
في ظلال الغابة الباردة، كان ريفان يجلس إلى جذع شجرة عالية، يراقب القمر المائل للامتلاء. أنفاسه هادئة، لكن عينيه لم تكن كذلك. في عتمة الليل، ظل يحدق في خريطة شظايا السيف العتيق.
"سبعة شظايا…" همس لنفسه. "سبعة أعداء…"
أغلق قبضته فوق الخريطة، شعر بخفق قلبه يتسارع. كان يعرف أن كل خطوة بعدها ستقترب به من حدود لم يعبرها بشر.
---
حين أشرقت أول خيوط الفجر، فتح عينيه. وقف، نفض غبار الرحلة عن كتفيه. ثم اتجه نحو التل الصخري على أطراف الغابة. حيث ينتظره أول ملجأ سري كان قد ترك فيه بعض مؤونته حين تسلل لهذه المدينة قبل سنوات.
---
دخل الكهف الصغير. كانت الرطوبة تعبق في الهواء. بخطوات ثابتة، تقدم إلى الحائط الحجري، مد يده، وضغط في فراغ خفي. تحركت صخرة ضخمة، كاشفة مخزنًا صغيرًا.
داخل الصندوق الخشبي: عباءة احتياطية ثلاثة خواتم تخزين قطع معدنية من أحجار المانا. لفيفة قديمة ممهورة بشعار العين المزدوجة
أخرج اللفيفة بيدين بطيئتين، كأنها شيء مقدس. فتحها ببطء، فتسلل نسيم بارد إلى روحه.
لفيفة العيون… تركها له معلمه في حياته السابقة، حين أخبره عن إرث الإمبراطور الخالد.
---
"في جبل أسترا السماوي… هناك فقط ستجد العيون الروحية والإلهية."
"لكن احذر… من يفتح العينين معًا، يصبح أكثر من إنسان… وأقل."
---
أطبق اللفيفة بقبضته. ثم رفع بصره نحو الفتحة الصغيرة التي ينفذ منها الضوء.
"أكثر من إنسان… أقل… لا يهم."
همس بصوت مبحوح:
"كل ما يهم أنني لن أكون عبداً بعد اليوم."
---
حين همّ بالخروج، شعر بتغير غريب في الهواء. كأن الفراغ نفسه صار أكثر ثقلاً. التفت ببطء.
هناك… في الركن المظلم للكهف، ظهرت دائرة من ضوء رمادي. خطا منها رجل يلبس رداءً بلا لون، ووجهه مغطّى بقناع أملس.
صوته خرج بلا عاطفة:
"لقد تأخرنا طويلاً حتى وجدناك… يا وريث العيون."
---
ريفان لم يتحرك. لم يشهر سلاحه. لكنه شعر أن هذه اللحظة ستقسم حياته إلى قبل وبعد.
"ومن أنتم؟"
---
الرجل المقنع قال بهدوء:
"نحن رسل العرش العلوي…"
تقدم خطوة، وانحنى كمن يحيّي ملكاً:
"وقد جئت أولاً لأنذر… ليس لأن قاتلك أُرسل بعد."
---
صوت ريفان بقي ثابتًا:
"ولماذا جئت تنذرني؟"
---
"لأنك إن أكملت صعودك إلى جبل أسترا… وأخذت العينين… لن تعود بشريًا أبداً. لن تعود إلا ظلاً يلاحق خطايا معلمك الخالد."
---
لحظة صمت طويلة. ثم ارتفع نظر ريفان والتقت عيناه الرماديتان عيني المقنع:
"ومع ذلك… سأصعد."
---
للحظة، خيّل إليه أن الظل المقنع ابتسم خلف القناع.
"إذن… فليكن. حين تشرق الليالي السبعة، سينفتح باب العالم العلوي. كن مستعداً."
---
ثم انطوى الضوء الرمادي، وتلاشى كأنه حلم.
ريفان بقي واقفًا في العتمة. يده تشد على اللفيفة. عيناه مطفأتان، لكن شيئًا في صدره اشتعل.
"جئتُ إلى هنا أبحث عن الانتقام…" "لكن يبدو أنني سأبحث عن أكثر بكثير من ذلك."
---
رفع رأسه نحو السماء الرمادية. همس:
"ليأتوا جميعًا…"
"سأريهم إرث الظل… وإرث النار."