الفصل الثامن عشر – افتتاح البطولة

مع طلوع شمس اليوم التالي، تدفقت الجماهير من كل صوب نحو الساحة السماوية الكبرى. تسعون منصة حجرية عملاقة معلقة فوق الوديان السحيقة، وعليها ستدور النزالات الأولى للبطولة العظمى.

عشرات الألوف اجتمعوا في المدرجات العالية، وهالة الترقب تكاد تخنق الأنفاس. على منصة الشرف جلس شيوخ العائلات الكبرى، ووسطهم جلست ليانا بوقار لا يعرفه من عرفها قبل خمس سنوات. بجانبها مقعد فارغ ينتظر الأمير الوريث لتحالف الشمال.

---

بوابة المقاتلين

وقف ريفان بعباءته السوداء وخطوطه الفضية. وشاحه يخفي نصف وجهه، وعيناه نصف مغمضتين. إلى جواره، جلس فيكتور هادئًا، ساقاه الصغيرتان تتأرجحان في فراغ البوابة.

جاء مسؤول البطولة، يدقق في قائمة الأسماء. حين مرّ عليهما، توقف لحظة وحدّق بريب. لكن برودة نظرة ريفان جعلته يطأطئ رأسه ويكمل طريقه.

---

صوت المذيع السحري يدوّي عبر الساحة:

"أيها السادة… أيها السادة! نعلن افتتاح البطولة العظمى للورثة السماويين!"

"في هذه اللحظة، يبدأ التنافس بين مئتي وريث ووريثة، يمثلون سبع قارات وثلاثين عرشًا مقدسًا!"

"وسيبدأ أول نزال على المنصة التاسعة…"

---

حين دوّى التصفيق وصعد أول متبارزين، مال فيكتور برأسه وقال بصوت طفولي:

"يا أبي… من هؤلاء؟"

رد ريفان دون أن يرفع بصره:

"ضحايا… لا أكثر."

---

على المنصة التاسعة

وقف شاب ضخم الجثة، يحمل رمحًا أسود. قال بصوت يفيض تعاليًا:

"أسمع أن أحد الغرباء قرر دخول البطولة بلا نسب… أتمنى أن تكون مستعدًا لتذوق الهزيمة المبكرة."

حين نادى المنادي اسمه، ارتفعت همسات بين الجمهور:

"إنه غرانديون… ابن سيد عائلة كرافيس… جسده وحده يزن ما يعادل ثلاثة رجال!"

---

المذيع السحري:

"أما خصمه… الوريث المجهول."

عم الصمت.

---

بخطوة هادئة، صعد ريفان إلى المنصة، عباءته السوداء ترفرف. لم ينبس بكلمة. حتى حين وقف على بعد خطوات من خصمه، أبقى يديه خلف ظهره، كأنه لا يراهم أصلًا.

---

غرانديون قبض على رمحه وقال بسخرية:

"أهذا صبيك؟ لماذا تحضره؟"

أشار إلى فيكتور الذي جلس على حافة المنصة يراقب في صمت.

قال ريفان بصوت منخفض:

"ليتعلم… كيف ينكسر غرور الحمقى."

---

صوت الحكم:

"ابدأوا!"

---

في اللحظة الأولى، انفجر جسد غرانديون بطاقة سوداء، واندفع كوحش هائج، رمحه يلمع. صاح:

"مت أيها الغريب!"

---

لكن قبل أن يلامس رمحه الهواء قرب ريفان…

ظهر الضوء الرمادي.

ومضة قصيرة فقط. لم يرها أحد بوضوح.

ثم توقف كل شيء.

غرانديون بقي واقفًا ثانية واحدة. ثم انهار جسده كله كأن شيئًا قطع أوتاره الداخلية.

سقط صريعًا، لا يعرف ما حدث.

---

عمّ الصمت. ثم ارتفعت صيحات الرعب:

"م… ماذا فعل؟" "لم يتحرك أصلًا!" "هذا مستحيل!"

---

على المنصة الشرفية، رفعت ليانا يدها تحجب ضوء الشمس عن عينيها. تحدق في ملامحه المخفية، في طريقة وقوفه التي تشبه شيئًا قديمًا في ذاكرتها. شعرت بذبحة غريبة في صدرها.

"…هذا الوقوف… أعرفه…"

---

لكن قبل أن تتمعن، استدار ريفان بخطوات هادئة، أمسك بيد فيكتور الصغيرة، وغادرا المنصة. كأن الأمر كله لم يكن أكثر من إضاعة وقت.

---

المذيع السحري (بصوت مرتعش):

"ال…الوريث المجهول ينتصر في الجولة الأولى… بلا إصابة…!"

---

حين جلسا قرب البوابة، مال فيكتور وقال بصوت يشبه الهمس:

"يا أبي… أنت لم تكن دائمًا بهذا البرود، أليس كذلك؟"

رفّ جفن ريفان قليلًا. قال بهدوء:

"حين كنت أضعفهم… كنت أتكلم كثيرًا."

ثم سكت.

"أما الآن… فالصمت وحده يكفي."

---

وفي تلك اللحظة…

كان العالم كله قد عرف أن البطولة العظمى لن تكون كسابقاتها.

2025/08/03 · 23 مشاهدة · 511 كلمة
نادي الروايات - 2025