الفصل الثاني وعشرين مرآة الحقيقة وصعود والوعد المنسي
اليوم السادس للبطولة الكبرى
حين انشق الفجر، كانت الساحة تغلي بصخب هائل. الناس تدافعوا حتى امتلأت المدرجات عن آخرها. لم يأتوا اليوم لمشاهدة الوريث المجهول فقط… بل ليشهدوا أخيرًا الاصطدام المباشر بين ورثة القارات المختلفة.
---
صوت المذيع السحري دوّى:
"يا سادة… حان وقت النزال الذي انتظره الجميع! من قارة الشرق، أمير النوى السبعة: رينغين جيو. ومن قارة الشمال الأسود، وريث الدم الجليدي: كافيروس درام. ليبدأ النزال!"
---
على المنصة التاسعة
وقف رينغين جيو بثوبه الطويل الأبيض، شعره الفضي يرفرف، عيناه الضيقتان تتلألآن بنورٍ هادئ. رفع يده اليمنى، وظهرت فوق راحته نواة سماوية ضخمة، تدور حولها حلقات من الضوء البنفسجي.
في الطرف المقابل، قبض كافيروس على سيفٍ أسود يقطر منه البرد. ابتسم بسخرية وهو يخطو للأمام:
"سترى كيف ينهار الشرقيون أمام بردنا…"
---
صوت الحكم:
"ابدأوا!"
---
في اللحظة التالية، انفجرت المنصة بضوءين متصادمين. ركل رينغين الأرض، ودار جسده بسرعة خاطفة، يطلق شفرات مانا من نواته نحو خصمه.
لكن كافيروس أدار جسده بمرونة عجيبة، مراوغًا يمينًا ويسارًا بسرعة لا تصدق. تطايرت الشفرات البنفسجية، تنسف البلاط حوله وتثير سحب الغبار.
صرخت الجماهير بجنون: "هذا قتال حقيقي!" "سيف الدم الجليدي!" "أمير النوى السبعة!"
---
رنّ صوت ارتطامٍ هائل حين اصطدم سيف كافيروس بكتف رينغين. ارتد الأخير نصف خطوة، وعضّ شفته حتى سال الدم، ثم رفع راحته اليمنى عاليًا:
"نواة الكريستال… استيقظي!"
اشتعل ضوء أرجواني يفوق كل ما رآه الناس، واندفعت موجة ضغط هائل سحقت الهواء نفسه.
لكن كافيروس شق الدخان صارخًا: "أيها الشرقي… لا تنسَ… نحن من أبطال الشمال!"
انقض بجسده كله، سيفه الأسود يقطر جليدًا سامًا، وضرب نواة الطاقة مباشرة.
دوّى انفجار جعل المدرجات كلها تهتز. غطّى الغبار الساحة لحظات طويلة.
---
على المدرجات العليا – عائلة ريفان
جلس إيرول ديلاريوس، سيد العائلة وقائد أعلى للفرسان ، يراقب المنصة بحاجبين معقودين. إلى جواره أولاده الشرعيون يتحدثون بصوتٍ منخفض:
"هل سمعت عن الوريث المجهول؟" "يقال إنه يملك عيونًا رمادية باردة…" "إنه… مثل ذلك الوغد الذي طردناه منذ سنين."
سكت الأب، نظر إلى المنصة بعينين يخبئان مزيجًا من الشك والازدراء.
---
في الصف المقابل عائلة سيرافينا
جلست سيرافينا فيرلان، تلك الفتاة ذات الحجاب الأبيض الذي لم يخفِ جمالها الخارق. عيناها الياقوتيتان تابعتا القتال دون أن يرمش لهما جفن. وحين خمد الغبار أخيرًا، همست:
"الوريث المجهول… لا أشعر أن حضوره يشبه هؤلاء."
ردّ كبير حراسها بخوف:
"مولاتي، إنه أقرب إلى… وحش هادئ."
---
على المنصة
انقشع الدخان، وظهر رينغين جيو واقفًا، كتفه ينزف، لكن نواته ما تزال مشتعلة. وفي المقابل، انحنى كافيروس على ركبته، نصف سيفه قد تحطم.
رفع الحكم يده:
"…المنتصر: رينغين جيو!"
دوّى الصراخ، ارتجت الساحة. هذا القتال لن يُنسى لسنوات.