الفصل الرابع والعشرون – شقوق على القناع
اليوم السابع للبطولة الكبرى
لم تكن الشمس قد وصلت منتصف السماء بعد، لكن صخب الجماهير كان أشد من أي يوم مضى. للمرة الأولى، اجتمع ورثة ثلاث قارات في هذا اليوم، وتحدث الجميع عن نزال لن ينساه أحد.
---
صوت المذيع السحري دوّى:
"يا سادة… المعركة التالية ستجمع اثنين من أخطر الورثة: الوريث المجهول… ضد… أمير القارة الشرقية، صاحب “عين الهاوية” ونواة سبع الطبقات… شينغ لينغ!"
دوّى التصفيق والصفير. حتى بعض العائلات المالكة وقفت لتحية شينغ لينغ وهو يصعد المنصة بخطوات ثابتة.
---
على المنصة التاسعة
وقف شينغ لينغ بثوبه الأبيض المطرّز بنجوم فضية. شعره الطويل ينسدل على كتفيه، ووجهه الهادئ بلا عاطفة. لكن حين فتح عينيه… ارتعش الهواء.
كانت عينه اليمنى سوداء قاتمة تمامًا، كأنها هوّة تبتلع كل شيء.
رفع راحته، فتوهّجت نواة سبع الطبقات بوميض أزرق كثيف.
همس بعض الحاضرين بخوف:
"ذلك الرجل… هزم أربعة ورثة بضربة واحدة…"
---
ريڤان وقف مقابله، يحدق فيه بلا كلمة. لوهلة، شعر الجميع أن الهواء بينهما صار شفرات غير مرئية.
---
صوت الحكم:
"ابدأوا!"
---
في اللحظة التالية، شقّت صرخة هوائية حادة الساحة. اختفى شينغ لينغ عن الأنظار، وظهر خلف ريفان في ومضة. ضرب براحته ظهره دفعة واحدة، أطلق موجة طاقة كسرت الأرض تحت أقدامهما.
تراجع ريفان نصف خطوة. للمرة الأولى… انحنى جسده قليلاً تحت ضغط الضربة.
---
لكن قبل أن يلتقط أنفاسه، استدار شينغ لينغ بسرعة مريعة، وصفعه بكف مشتعلة بنور أسود.
انفجر وميض أسود اخترق العباءة، وسال خط دم رفيع على عنق ريفان.
---
في المدرجات العليا
شهق أحد أبناء عائلة ريفان:
"إنه… جرحه…!"
لكن سيد العائلة لم ينطق. كان يحدق، شبح الصدمة في عينيه.
---
على منصة الشرف – ليانا
ارتعشت أنامل ليانا وهي ترى الدم يقطر. همست:
"ها هو… شق صغير على قناعك، أيها الشبح."
---
في قلب الساحة
رفع ريفان يده يمسح الدم ببطء. لم تتغير ملامحه، لكن عينيه الرماديتين تلألأتا بنور أبرد. ثم همس بصوت هادئ:
"جيد… أخيراً شيء يستحق العناء."
---
فجأة، اشتعلت ظلال رمادية حول جسده، كأنها كفن يتنفس. لكن شينغ لينغ لم يتراجع. رفع نواته عالياً، وصاح:
"عين الهاوية… افتحي!"
توهجت عينه السوداء حتى غمر النور الأسود نصف الساحة. ضغط رهيب اجتاح صدر كل من شاهد، وكأن القلوب تكاد تنفجر.
---
خطا شينغ لينغ خطوة، وكفه اللامع بالنور الأسود اندفع نحو قلب ريفان.
لحظة واحدة فقط… شعر الجمهور أن الظل الرمادي سينهار أخيراً.
---
لكن يد ريفان التقطت معصمه في الهواء. قبضة جامدة، لم تتحرك شعرة فيها.
همس ريفان:
"كفى."
---
في لحظة واحدة، انطفأ النور الأسود. تراجع شينغ لينغ بذهول، لكن يد ريفان ضغطت على صدره بخفة.
انفجر طوفان من الظلال الرمادية. اندفع شينغ لينغ مترين إلى الخلف، وارتطم بالأرض. سقطت نواته من يده، تكسّرت طبقة منها، وتشققت عينه الهاوية.
---
صوت الحكم:
"…الوريث المجهول… منتصر."
---
في صمت المدرجات
هذه المرة… لم يهتف أحد. لأنهم رأوه يلهث للحظة. رأوا الدم يسيل على عنقه. رأوه إنسانًا… لا شبحًا خالصًا.
لكنهم رأوا أيضًا أنه حتى وهو ينزف… لم يتراجع.
---
على منصة ليانا
شعرت بشيء بارد في صدرها، لا تعرف إن كان خوفًا أم شيئًا آخر. همست لنفسها:
"لو كنتُ سأكشفك… فعليّ أن أفعل قبل أن تكمل تحوّلك إلى… شيءٍ لن يقهر."
---
في ظلال الممر
ريڤان مشى ببطء. قطرة دم سالت من عنقه حتى اختفت بين طيات العباءة. لكنه ابتسم في داخله لأول مرة منذ زمن طويل:
"جيد… ما زالت هذه البطولة قادرة على منحي قليلًا من الألم."
---