️ الفصل السابع والعشرون – صيد الصيادين
في الأزقة الخلفية
انغلق باب الغرفة الثقيلة بصرير بطيء. الهواء صار أكثر كثافة، كأن العتمة نفسها أخذت نفسًا طويلًا تنتظر الانفجار.
ريڤان ما زال واقفًا قرب الطاولة، يده تمسك اللفافة. الظل الرمادي المتلوّي حوله صار أكثر قتامة.
خلف الجدار، كان زعيم الكلاب السوداء يختنق بين أصابعه الرمادية. صوته خرج متحشرجًا:
"أ… أطلقني… أيها ال… اللعنة…"
لكن ريفان لم يحرّك وجهه، وصوته خرج هادئًا حدّ البرودة:
"قل لسيّدتكم… أن الظلال ليست دومًا طُعمة للضوء."
ضغط قبضته أكثر. في لحظة واحدة، انبعثت موجة طاقة رمادية اخترقت جسد الرجل، فأغمي عليه قبل أن يلفظ صرخة.
---
خارج الغرفة
تحرّك باقي الكلاب السوداء بسرعة خاطفة. ثلاثة منهم سحبوا خناجر معقودة بخيوط مانا، والبقية بدأوا يدوّرون دوائر خفية من الطاقات المقيّدة.
انشق الهواء. اندفعت خمسة خيوط مانا لتغلق منافذ الغرفة، كأنها قضبان سجن غير مرئية.
همس قائدهم الثاني:
"اقتحموا!"
---
انفجار الصمت
ارتفعت أصوات الخطوات داخل الغرفة المظلمة. لكنهم لم يجدوا ريفان. وجدوا فقط الظلال تلتفّ في زوايا الجدران كدخان يتلوّى.
"أين هو؟!"
---
صوت بارد تردّد في العتمة:
"هل ظننتم أنكم تلاحقون شبحًا لا يتحرّك؟"
قبل أن يستديروا، اندفعت من خلفهم يد رمادية أخرى. قبضت على عنق أحدهم، ورفعته مترًا عن الأرض.
صرخ اثنان آخران:
"هناك!"
لكن جسد الرجل الذي أمسكه ريفان تشقّق في لحظة، وانهارت منه الطاقة كأن روحه تُسحب. سقط بلا حراك.
---
بين الظلال
ظهر ريفان نصف خطوة. وجهه بلا عاطفة، عينيه الرماديتان تلمعان بوميض غامض.
"خطأ واحد ارتكبتموه…"
خطا خطوة للأمام. تموّج الظل خلفه كراية حرب.
"ظننتم أن الصيادين لا يُصادون."
---
في لحظة واحدة
اجتاحت موجة ظلّ الرمادي الغرفة كلها. كل من حاول رفع خنجره، جُذبت يده إلى صدره وكأن قوة هائلة تكسر مفاصله.
صرخ أحدهم:
"لا… لا يمكن…!"
---
خارج الغرفة – الأزقة
سمع تجار العبيد في الممر البعيد صدى الصرخات الخانقة. تجمّدوا في أماكنهم، لا أحد يجرؤ على الاقتراب.
---
داخل العتمة
في دقيقة واحدة فقط، توقفت الحركة كلها. تراكمت خمسة أجساد فاقدة الوعي على الأرض. ظلّ ريفان يراقبهم للحظة طويلة، ثم همس:
"كلب واحد يكفي لحمل الرسالة."
مد يده، سحب جسد الزعيم فاقد الوعي، ثم رماه خارج الباب. انزلق جسده على البلاط، حتى استقر قرب العتبة.
---
على السطح
فيكتور الصغير كان يراقب كل شيء. ريح الليل حرّكت شعره الأبيض القصير. غمغم بصوت خافت لا يليق بطفل:
"أبي… أنت مخيف جدًّا."
---
في مقصورة ليانا – في تلك اللحظة
شعرت بقشعريرة حادة اجتاحت عمودها الفقري. وضعت يدها على صدرها تحاول تهدئة نبضها. لكن في قلبها، همست:
"هذا ليس شبحًا… هذا شيء… كان يجب ألا يوجد."
---
🌑 بين الأزقة
ريڤان التفت ببطء، وخطا نحو الظلال العميقة التي تنتظر. ترك خلفه غرفةً غارقة في الصمت والجثث الفاقدة الوعي. لم يلتفت مرة أخرى.
---
"إن كانت هذه البداية… فليكن."
---