الفصل الثامن والعشرون – بداية الجولة الثالثة
صباح جديد
ارتفعت شمس خجولة فوق الساحة الكبرى. المدرجات امتلأت قبل أن تنفتح الأبواب بساعات. الجميع جاءوا يتحدّثون عن الليلة الماضية:
"هل سمعت؟ قيل إن الكلاب السوداء أُهينت." "وهل تتوقع غير ذلك؟ إنه وحش الظلال." "لكن… الدماء سالت منه بالأمس… ربما يمكن هزيمته هذه المرة."
كل فمٍ ينطق باسم الوريث المجهول، وكل قلبٍ يتساءل: "هل هذه ستكون لحظة سقوطه؟"
---
في مقصورة الحكام
جلست ليانا في مقعدها الفضي. عيناها كتمتان، لا يظهر فيهما ضيق ولا ابتسامة. لكن تحت القناع الهادئ، كانت تضغط يدها على ذراع المقعد. حتى هي… لم تتوقع أن ينجو بتلك السهولة.
"حسنًا… إن لم تلتهمك الظلال… سأجعل الضوء يكشفك."
---
في البهو الحجري خلف الساحة
وقف عشرات الورثة في صفوف. كلٌ منهم يراقب الآخر. تحرّكت قلوبهم بين الطمع والخوف.
ريڤان كان آخر من يدخل. خطا في صمت، عباءته الرمادية تلامس الأرض. كأن كل الأصوات خمدت للحظة حين رأوه.
حتى أقوى الورثة خفضوا عيونهم. أما الأضعف… فقد بلعوا ريقهم في توتر.
---
في المقدمة
وقف الحكم العجوز، يقرأ اللفافة الممهورة بختم العائلات الكبرى:
"جميع الورثة المصنّفين في المائة الأقوى، سيتنافسون اليوم على خمس منصات رئيسية. هذه الجولة… لا مجال للانسحاب قبل أن يُهزم أحدكم أو يفقد وعيه."
---
صدى قرع الطبول
"ابدأوا التقدم نحو المنصات!"
تحرك الورثة ببطء. واحد تلو الآخر صعدوا. على المنصة الثالثة، وقف وريث قبيلة السماء الذهبية، جسده يشتعل بوميض برق. على المنصة الخامسة، وقفت سيّدة اللهب، شعرها نار حمراء تلتهم الهواء.
أما المنصة الأولى… فبقيت خالية لحظة. ثم خطا إليها ريفان، بخطوات لا عجلة فيها. وحين استقر في منتصفها، تردّد صدى الصمت في المدرجات.
---
في المقصورة الملكية
همس سيد عائلة ريفان:
"لو كان هو… لن ينجو طويلًا. هذه المرة… سيختبر جحيم البطولة حقًا."
---
في ظلال المقاعد العليا
فيكتور جلس وحيدًا، ساقاه تتأرجحان. ابتسم ببراءة غريبة:
"هيّا يا أبي… دعني أرى دماءً أكثر."
---
في أعلى منصة الحكم
رفع الحكم يده، صوته يشق الفضاء:
"الجولة الثالثة تبدأ الآن!"
---
في اللحظة نفسها، اهتزت المنصات الخمس معًا. تواجهت العيون، وتقاطعت الطاقات.
على منصة ريفان، تقدّم خصم عريض المنكبين، تشتعل عضلاته بنور أحمر قاتم. لوهلة، شعر الجمهور أن الأرض ستنشق تحت ضرباته.
---
صوت المذيع السحري:
"على المنصة الأولى: الوريث المجهول… ضد “غورلان الكاسر”، أقوى ورثة قبائل الحديد الدموي!"
---
في مقصورة ليانا
انحنت ليانا للأمام قليلًا. همست:
"دعنا نرى… من سيكسر من."
---