️ الفصل التاسع والعشرون – الحديد والظل

على المنصة الأولى

لفّ صمت ثقيل الأرجاء، حتى الصرخات هدأت لحظة. كان غورلان يقف أمام ريفان، صدره العاري مرصّع بوشوم حمراء تتوهج كلما زفر. في يده مطرقة من الحديد الداكن أطول من جسد رجل.

نظر إلى ريفان شزرًا، وصوته خرج كدوي صخور:

"كل من قابلته… تحطّم عظامه تحت هذه المطرقة. هل تعتقد أن عباءتك ستنقذك؟"

لم يرد ريفان بكلمة. اكتفى بأن مال رأسه قليلًا، كأنه يسأل: "وهل انتهيت من ثرثرتك؟"

---

في المدرجات

شهق كثيرون حين شاهدوا وميض الغضب في عيني غورلان. لأول مرة، شعروا أن ريفان يستفز خصمًا قد يجرّه إلى حافة الخطر.

---

صوت الحكم:

"ابدأوا!"

---

في اللحظة ذاتها

دوى صوت طقطقة عنيفة. تشقّقت بلاطات المنصة تحت أقدام غورلان، وانطلق كنيزك ضخم. ذراعاه انتفختا ثلاث مرات حجمها الطبيعي، والمطرقة ارتفعت فوق رأسه بوميض دموي.

"تحطّم!"

هوت المطرقة بضربة رأسيّة، كأنها ستشق الأرض نصفين.

---

لكن ريفان… لم يتحرك.

حتى اللحظة الأخيرة، ظل واقفًا دون أن يرفع ذراعه. ثم… قبل انطباق المطرقة بشعرة، انحنى جانبًا بخطوة واحدة خفيفة. الهواء تكسّر مكانه.

انفجر البلاط في دائرة قطرها خمسة أمتار.

---

في المدرجات

اهتزت الحشود وعلت الصرخات:

"يا إلهي… لو لم يتجنبها…!"

---

غورلان انتفض بعينيه المشتعلتين. لم يمهله ريفان ثانية. رفع يده اليسرى، امتد ظلٌ رمادي كشريط حيّ، التفّ حول ذراع غورلان وقبضه الحديدي.

لكن غورلان زمجر، وانفجرت حول عضلاته طبقة نور دموي كسرت الظل في لحظة.

"تظن أنك الشبح الوحيد هنا؟!"

---

تأرجحت المطرقة في قوس أفقي هائل، موجة صدمة دمويّة اجتاحت نصف المنصة. اضطر ريفان للتراجع خمس خطوات متتالية. شعر بشظايا حجرية تمزق عباءته وتخدش ساعده.

---

على منصة ليانا

شهقت ليانا في صمت. "لقد… تراجع؟"

---

على المنصة

لم يبدُ على ريفان الانفعال، لكن عينيه تلألأتا ببرود. رفع راحته، وظهر في وسطها ختم رمادي دوار.

"حسنًا… هذا يكفي."

---

تجمّعت الظلال حول قدميه كدخان حيّ. خطا خطوة واحدة فقط… لكن في نظر الحاضرين، كأنه تحرّك عشر مرات في لحظة.

ظهر فجأة خلف غورلان. قبل أن يستدير الأخير، امتدت أصابع ريفان وقبضت على عنقه.

---

غورلان زأر، رفع المطرقة بضربة يائسة. لكن الظلال اجتاحت مفاصله، وخدّرته في ومضة.

"نم."

همسها ريفان بهدوء.

في ثانية واحدة، تلاشى النور الدموي عن جسد غورلان، وارتخت قبضته. سقطت المطرقة أرضًا بصوت مكتوم. ثم سقط هو فوقها، فاقد الوعي.

---

في المدرجات

انفجر الصراخ والتصفيق والذهول:

"سقط غورلان!" "يا للعنة… لقد أنهى القتال بلمسة واحدة!"

---

صوت الحكم:

"الفائز… الوريث المجهول!"

---

على المنصة

ريڤان لم ينظر حتى إلى خصمه المسجّى. تراجع خطوة، وسكنت الظلال حوله من جديد. لكن هذه المرة… من رآه عن قرب، لاحظ أن أنفاسه ليست هادئة تمامًا.

---

في الأعلى

ليانا أغمضت عينيها للحظة. لكن في صدرها، شعلة لا تطفأ:

"لن أتركك تنجو للأبد."

---

في الزاوية البعيدة

جلس فيكتور الصغير، يصفّق بخفّة وابتسامة شيطانية:

"رائع… سحقه مثل حشرة."

---

2025/08/12 · 15 مشاهدة · 449 كلمة
نادي الروايات - 2025