الفصل الثلاثون – صدى الدماء
في المنصة الثانية
كانت أصوات العظام تتكسر تصم الآذان. وريثة قبيلة اليد السوداء تقدّمت ببطء فوق جسد خصمها، أقدامها تنقع في بركة دم صغيرة.
شعرها الفضي يلتصق بوجهها من العرق والدم. وفي عينيها الواسعتين، كان لمعان الجنون.
صوت المذيع السحري:
"على المنصة الثانية… انتصار إيزولد اليد السوداء بعد تدمير 84% من جسد خصمها."
---
في المنصة الثالثة
كانت سيّدة اللهب واقفة وسط دوامة من النيران. خصمها، وريث قارة الشرق، رفع يديه مستسلمًا وقد احترق نصف رداءه.
صوتها خرج هادئًا، لكنه كان أشد وطأة من النار:
"في المرة القادمة… لا ترفع عينيك نحوي."
ثم أطفأت دوامة النار بغمضة واحدة، كأنها كانت لمسة من جحيم خاص.
---
في المنصة الرابعة
القتال لم ينتهِ بعد. وقف شاب طويل القامة يلتفّ حوله ضباب أسود كئيب. كان يُعرف باسم أمير الهاوية.
خصمه كان يقاتل بشراسة، مستخدمًا ثلاثة سيوف في آن واحد. لكن كلما اقترب، تسلّل الضباب إلى جسده وأضعف أطرافه.
صوت المذيع:
"المنصة الرابعة تشهد أطول نزال حتى الآن…"
---
في المنصة الخامسة
وريث قبيلة الرياح كان يتحرك بسرعة خارقة. حتى عيون الحكم لم تستطع متابعته بسهولة. وفي لحظة خاطفة، ظهر خلف خصمه، ومرر نصل خنجره على عنقه.
لم تنزل قطرة دم. لكن الخصم سقط فاقد الوعي في لحظة.
---
في مقصورة ليانا
كانت تجلس ثابتة، لكنها تراقب كل منصة بعيني صقر. تمتمت وهي تمرر أناملها على مسند المقعد:
"هؤلاء… كل واحد فيهم وحش يليق بي. لو جمعتهم معًا… قد يكونون المفتاح لتحطيم ظلّك أيها الوريث المجهول."
---
في مقصورة أخرى معتمة
جلست فتاة تلبس عباءة سوداء مطرزة بخيوط أرجوانية. على جبهتها وشم صغير يتلألأ كلما رفعت عينيها.
كانت تنظر إلى المنصة الأولى حيث وقف ريفان، وقد خيّم صمت غريب على مقصورتها.
رفعت كأسًا من الزجاج الداكن، تمتمت:
"الوريث المجهول… سمعت كثيرًا عنك. لكن حين نلتقي، سأعرف إن كنت تستحق نظرة مني."
كانت هي… أميرة الظلام. أخطر وريثة في القارة الشمالية.
---
في منصة ريفان
لم يتحرّك بعد انتصاره. ظل واقفًا بلا انفعال، كأن القتال لم يحدث أصلًا. لكن عينيه الرماديتين لم تغادرا المنصات الأخرى.
"كل هؤلاء… عاجلًا أو آجلًا، سأواجههم."
رفع طرف عباءته، مسح بقعة دم على ساعده. ثم نظر بعيدًا إلى المقصورة التي جلست فيها أميرة الظلام.
في تلك اللحظة، التقت نظراتهما للحظة خاطفة. كانت نظرة باردة… لكنها أطول مما توقع الجميع.
---
في مكان آخر أعلى المدرجات
فيكتور الصغير تأمل المشهد. ضحك بخفة:
"الجولة التالية… ستكون لذيذة."
---