الفصل الحادي والثلاثون – أنفاس الهاوية
على المنصة الرابعة
لم يكن أحد يتوقّع أن يستمر القتال لهذا الحد. مضت أكثر من عشرين دقيقة، وكلا المقاتلين لم ينثنِ ظهره بعد.
أمير الهاوية كان واقفًا ثابتًا وسط دوامة الضباب الأسود، وجهه هادئ بلا تعبير. أمامَه، خصمه فايلن من قبائل السيف الثلاثي، جسده مغطّى بالجروح، لكنه ما زال يقبض على سيوفه الثلاثة بقوة العناد.
---
في المدرجات
هتف أحد المشاهدين:
"إنه مجنون! لقد اخترق الضباب خمس مرات!"
وردّ آخر وهو يضغط على صدره:
"لكن كل مرة يلمس فيها الضباب… ينهار جزء من طاقته."
---
على المنصة
أخذ فايلن نفسًا عميقًا، سال الدم من زاوية فمه. تأمّل خصمه بعينين حمراوين:
"لماذا لا تتحرّك؟ لماذا تختبئ وراء ضبابك كالجبناء؟"
رفع أمير الهاوية نظره إليه ببطء. خرج صوته عميقًا… كأنه يتردّد من حفرة بلا قاع:
"الهاوية… لا تهجم. الهاوية… تنتظر."
---
في اللحظة التالية
اندفع فايلن فجأة، يخطو على شظايا البلاط المكسور. هتف:
"ثلاثة أنفاس! السيف الأخير!"
ارتفعت سيوفه الثلاثة مرة واحدة، تتقاطع شفراتها في تشكيل هندسي يُطلق طاقة فضية هائلة.
---
في المدرجات
شهق كثيرون:
"يا إلهي! إنه السيف الأخير… أسلوب قبائل السيف الثلاثي الذي لا يُصدّ!"
---
في مقصورة الحكام
حكم البطولة قبض على مقبض مقعده بقوة:
"لو أصابه مباشرة… ربما يسقط أمير الهاوية."
---
على المنصة
لكن وجه أمير الهاوية لم يتبدل. رفع يده بخفة، وبسط أصابعه نحو الضباب الأسود المتجمّع حوله. في ثانية، تحوّل الضباب إلى سبعة خيوط طويلة تشبه ألسنة ليل حيّة.
همس:
"نم في العتمة."
---
لحظة الانفجار
اصطدمت السيوف الثلاثة بالطاقة السوداء. حدث ارتجاج رهيب شقّ البلاط من طرف إلى طرف. ارتفعت موجة صدمة هائلة حتى المقصورات العليا.
لكن قبل أن يستعيد فايلن توازنه، التفت خيوط الظلال حول معصميه وكاحليه. تجمّد جسده، كأن وزنه صار أطنانًا.
شهق وهو يحاول الحركة:
"لا… لا يمكن…"
---
صوت بارد
"قلت لك… الهاوية تنتظر."
في ثانية، انكمشت الخيوط وسحبته على ركبتيه. سقطت سيوفه الثلاثة أرضًا في طنينٍ مكتوم.
---
صوت الحكم:
"الفائز… أمير الهاوية."
---
في المدرجات
انفجر التصفيق والهمهمات:
"هذا… كان أشد نزال في البطولة حتى الآن!" "إنه وحش… كيف هزمه دون أن يتحرّك خطوة واحدة؟"
---
على المنصة الرابعة
أمير الهاوية تراجع خطوتين، ورفع يده. تلاشى الضباب الأسود ببطء، وكأن شيئًا لم يكن.
في عينيه، لم يكن هناك فخر… فقط سكون مطلق.
---
في مقصورة أميرة الظلام
جلست تراقب القتال في صمت طويل. عيناها البنفسجيتان متألقتان بنظرة هادئة.
"هذا الهدوء… يشبه هدوء الوريث المجهول."
ارتشفت من كأسها بهدوء:
"لكن… الهدوء وحده لا يكفي."
---
على المنصة الأولى
كان ريفان ما زال واقفًا هناك، يراقب الجميع بصبر لا نهائي. حين التقت عيناه للحظة بعيني أمير الهاوية، لم يقل شيئًا. لكن في تلك اللحظة، شعر كثيرون أن هذين الاثنين… لا بد سيتواجهان عاجلًا أو آجلًا.
---
في الظلال خلف المدرجات
همست ليانا في أذن أحد حرّاسها:
"هؤلاء الأربعة… أريد ملفاتهم جميعًا. حين تنتهي البطولة… سنرى كيف نستخدمهم."
---