الفصل الثاني والثلاثون – بداية النزال المدوي

في الساحة الكبرى

كان الصمت أثقل من الرصاص. الجميع انتظروا الجولة الأخيرة من البطولة، الجولة التي ستقرر من سيكون الوريث الأقوى في هذه المرحلة.

على المنصة الأولى، وقف ريفان بهدوء مطلق، عباءته الرمادية تتموج في نسمة الصباح الباردة. على الجهة المقابلة، صعد رجل عريض الكتفين يخطو بثقة مطلقة.

شعره الأسود الطويل يلامس ظهره، وعلى كتفه وشم نمر أزرق ينبض بالضوء. حين ارتفع صوته، بدا كأنه قصف رعد:

"أنا تاي لونغ… زعيم النمور الزرقاء من القارة الشرقية! سأحطّم أسطورتك المزعومة هنا والآن!"

---

في المدرجات

تعالى الهتاف: "تاي لونغ!" "أسطورة الرياح والمياه!" "إنه لن يخشى شبحًا مقنّعًا!"

---

على المنصة

أشار تاي لونغ برمحه الأزرق نحو ريفان:

"إن كانت لديك ذرة شرف… اكشف عن وجهك قبل أن نبدأ. دع البطولة تشهد على من سأهزمه!"

صمت ثقيل. ثم تحرك ريفان بخطوة واحدة للأمام، حتى صار على بعد أمتار قليلة. رفع رأسه قليلًا، وصوته خرج هادئًا… عميقًا كصدى بئر قديم:

"إن أردت رؤية وجهي… هزِمني أولًا."

---

في مقصورة ليانا

مالت للأمام، حدقت في عينيه الرماديتين:

"إذًا… حتى الآن تصرّ على إخفاء نفسك."

---

على المنصة

ضرب تاي لونغ رمحه على الأرض، فاهتز البلاط:

"لا تقلق… سأكشف قناعك بيدي بعد أن أحطّم كبرياءك."

---

صوت الحكم:

"المبارزة الأخيرة… تبدأ الآن!"

---

انفجار البداية

لم يكن أحد يتوقع تلك السرعة. في اللحظة التي أعلن فيها الحكم، اجتاحت الرياح الساحة كإعصار. جسد تاي لونغ اختفى وسط الدوامة الزرقاء، ليظهر خلف ريفان في غمضة عين.

هتف:

"موجة النمر الأزرق!"

هوى الرمح بحركة مقوسة، موجة مائية هائلة انطلقت من حدّته لتحطم الأرض في طريقها.

---

لكن ريفان… لم يتحرك.

في اللحظة الأخيرة فقط، رفع ذراعه. خرج ظل رمادي كثيف، ارتفع كجدار حي امتصّ الضربة الأولى. لكن ضغط الماء شقّ الظل نصفين وأكمل طريقه.

اصطدمت الموجة بجسد ريفان. تراجع ثلاث خطوات، تركت على صدره آثار دم.

---

في المدرجات

شهق الحاضرون: "لقد أصابه!" "هذه أول مرة نرى دمه منذ بدء البطولة!"

---

على المنصة

مسح ريفان بقعة الدم عن صدره. صوته ظل هادئًا:

"ضربة جيدة."

لكن عينيه لم تخلُ من بريق قاتل.

---

تاي لونغ يبتسم بسخرية

"هذا فقط التمهيد. استعد للغرق."

رفع رمحه عاليًا. اجتمعت فوقه عشرات الكرات المائية، كل واحدة تلمع بقوة رهيبة. في اللحظة التالية، انطلقت كالمطر المدمر نحو جسد ريفان.

---

صوت ريفان منخفض

"إذًا… سنرقص وسط العاصفة."

مد يده إلى جانبه. امتد ظلٌ طويل كثعبان أسود، شقّ الهواء صعودًا ليصد أولى الكرات. لكن الموجة الثانية والثالثة اندفعت معًا…

دوى انفجار هائل اجتاح نصف المنصة.

---

في المدرجات

تراجع المتفرجون في فوضى، أصوات الهلع ترتفع:

"يا إلهي… سحقه تمامًا!"

---

على حافة الدمار

حين انقشع الدخان، وقف ريفان وسط البلاط المحطم. عباءته ممزقة عند كتفه، جرحان طويلان ينزفان دمًا داكنًا. لكنه ما زال منتصبًا… وعيناه الرماديتان لا ترفّان.

رفع يده ومسح الدم عن فمه.

"إن كان هذا أفضل ما لديك… فقد خيبتني."

---

تاي لونغ يزمجر

"تجرؤ على السخرية؟!"

---

صوت الحكم يرتجف

"إنهما… وحشان. هذا النزال… سيكون الأكثر دموية في تاريخ هذه البطولة."

---

2025/08/14 · 14 مشاهدة · 478 كلمة
نادي الروايات - 2025