️ الفصل الثالث والثلاثون – إشتباك العناصر
على المنصة الأولى
الهواء ما زال يرتعش من بقايا موجات الماء. تشققت الأرض، وتناثرت الأحجار في كل اتجاه. لكن وسط كل هذا الخراب… وقف ريفان مستقيمًا. أنفاسه هادئة، كأنه لم يخرج من عاصفة الموت للتو.
---
على الجهة المقابلة
خفض تاي لونغ رمحه قليلاً، جسده يقطر عرقًا. صوته خرج مشوبًا بالغيظ:
"كيف…؟ كيف لا تسقط؟"
مدّ ريفان يده ببطء. عند أطراف أصابعه، التمعت ظلال رمادية، لكن هذه المرة امتزجت بخيوط فضية دقيقة.
"إن كان كل ما تعرفه… تحريك الموجات والريح، فلا داعي لتكمل."
---
في المدرجات
شهق البعض حين رأوا تلك الخيوط الفضية:
"ما هذا…؟ لم نره يستخدمها من قبل!"
---
تاي لونغ يزمجر
"لن أسمح لك بالسخرية مني بعد الآن!"
رفع رمحه عاليًا، زمجرت الرياح حوله، وامتدت موجة مائية ضخمة ارتفعت حتى لامست حافة المدرجات. في اللحظة التالية، انطلقت الموجة وهي تلتف في دوامة هائلة نحو ريفان.
---
صوت العاصفة شق السماء
لكن ريفان لم يتحرك للخلف. رفع يده الأخرى ببطء، وراح الظل والفضة يلتفّان حول ساعده.
حين اصطدمت الموجة بجسده، تشقّقت المنصة تحته. اندفع للخلف عدة خطوات، تركت على صدره جرحًا ثالثًا واسعًا، والدم يقطر على البلاط المكسور.
---
صوت الحكم يرتعش
"لو استمرت الضربات بهذا الحجم… سيموت أحدهما!"
---
في المدرجات
كانت ليانا تحدّق في المشهد بعينين ضيقتين:
"إنه ينزف… لكنه لا ينهار."
---
على المنصة
تنفّس تاي لونغ بعمق. حبات العرق تسيل على جبينه. في صوته بقايا ذهول:
"أنت… لست بشريًا."
لكن ريفان رفع عينيه إليه بهدوء:
"ربما."
مدّ كفه ببطء. هنا… بدأت الظلال تتحرك بطريقة لم يشهدوها من قبل.
امتدّت من تحته، ثم تفرّعت كأذرع عملاقة حوله. في قلبها، خيط فضي واحد ينبض وكأنه شريان كائن حي.
---
همسات الجمهور
"ما هذه القدرة؟" "يا للسماء… هل هذه قوته الحقيقية؟"
---
صوت ريفان منخفض
"انتهت المسرحية."
---
في لحظة خاطفة
تحرّكت أذرع الظل دفعة واحدة، هاجمت تاي لونغ من خمسة اتجاهات. رفع رمحه بصرخة، واندفعت موجة ريح وماء دفاعية حوله.
لكن الظلال لم تتوقّف. اصطدمت بالدفاع، تكسّر جزء منها، لكن ثلاثة أذرع أخرى اخترقت الحاجز وضربت جسده.
صوت العظام يتشقق
تاي لونغ شهق وهو يتراجع، الدم ينفجر من فمه. ركبته اصطدمت بالبلاط، لكنه تشبّث برمحه، يرفض السقوط.
---
في المدرجات
الجميع وقفوا مشدوهين، لا يعرفون من يصفق ومن يرتعد.
---
صوت الحكم مضطرب
"هل… هل تقدر على المتابعة؟"
---
تاي لونغ يرفع رأسه ببطء
كان صدره يعلو ويهبط، وجهه شاحب. لكن عينيه اشتعلتا بتصميم لا ينكسر:
"لن… أسقط… قبل أن أرى وجهك."
---
ريڤان
لم يتقدم خطوة. رفع يده، ومسح الدم عن ذقنه. ثم خرج صوته أكثر برودة من ليلٍ شتوي:
"إذًا… قف."
---
الظل حوله تمدد مرة أخرى
انبعثت رائحة معدنية كثيفة في الهواء. لأول مرة… بدا على تاي لونغ الارتعاش الطفيف.
---
في المقصورة العليا
ليانا شبكت أصابعها بقوة.
"يا لك من وحش… حتى وهو ينزف، لا يفقد هدوءه."
______