الفصل الرابع والثلاثون – التمزق والدماء
على المنصة الأولى
ظلّ الهواء يئنّ من توتر الطاقة. حتى الحجر تحت أقدامهما صار هشًا كأنه يوشك أن ينفجر.
---
تاي لونغ
رفع رمحه بيدٍ ترتجف قليلاً. نظر إلى ريفان في صمت طويل. ثم همس:
"أقسمتُ… إن لم أكن الأقوى، فلن أعود لقارتي حيًا."
زفر زفرة طويلة، وأغمض عينيه.
---
في تلك اللحظة
توهّج وشم النمر الأزرق على كتفه، وامتدّ ضوء أزرق كثيف يغمر جسده كله.
صاح أحد الحكماء في مقصورة القضاة:
"إنه يحرر ختم دمه… سيحرق طاقته الروحية مقابل قوة لحظية!"
---
في المدرجات
شهق الجمهور، تراجع بعضهم بخوف:
"إنها آخر ورقة تاي لونغ!" "سيحاول إنهاء القتال بضربة واحدة!"
---
على المنصة
فتح تاي لونغ عينيه، فكان بياضهما قد زال بالكامل. حل محلهما بريق أزرق لامع كجليد ساطع.
هتف صوته كصدى رعد:
"موجة النمر الأزرق الأخيرة!"
---
اندفاع القوة
ارتفعت عاصفة عنيفة شقت الهواء حوله. انضغطت الرياح والماء في رمحه حتى صار النصل يهتز ويئنّ.
ثم… اندفع بكل جسده، خطوة واحدة نقلته بسرعة لا تُرى.
---
ريڤان
لم يتحرك أيضًا. لكن الظلال الرمادية والفضية اتسعت أكثر. بدا كأنها ستبتلع النصف الغربي من الساحة.
---
لحظة التصادم
تاي لونغ هجم برمحه للأمام بكل ما يملك. ريڤان رفع كفه، الظلال تمددت وصنعت درعًا كأن الليل تجسّد.
ثم اصطدم الرمح بدرع الظلال.
دوى انفجار صاخب شق الفضاء من حولهم.
---
في المدرجات
سقط العشرات على ركبهم من الصدمة. صرخ أحدهم:
"لن يبقى شيء على هذه المنصة!"
---
لحظات لاحقة
انقشع الدخان… كانت منصة القتال قد تهدمت نصفها. في مركز الركام، وقف ريفان متراجعًا بخطوات متثاقلة.
على صدره جرح عميق شقّ العضلات والضلوع. الدم ينزف بغزارة، يقطر على الأرض.
لكن… عيناه ظلّتا هادئتين.
---
تاي لونغ
تراجع ثلاث خطوات، جسده يرتعش كله. ثم انحنى رمحه ببطء… وسقط على ركبتيه.
رفع عينيه، صوته مبحوح:
"لم… تسقط…"
ثم فقد وعيه وانهار أرضًا.
---
في المدرجات
ترددت صرخات الهلع والإعجاب والذهول:
"لقد… انتصر." "لكنه ينزف بشدة!" "هذا… ليس إنسانًا."
---
صوت الحكم يرتعش
"الفائز… الوريث المجهول."
---
ريڤان
وقف في وسط الدمار، يلتقط أنفاسه ببطء. رفع يده ومسح الدم عن فمه. ثم أعاد يده تنزل على جانبه كأن شيئًا لم يحدث.
---
في مقصورة ليانا
شهقت وهي تنظر إلى جرح صدره. همست:
"حتى أنت… تتألم."
---
في مقصورة أخرى
خطيبته السابقة رفعت رأسها ببطء. عيناها تشتعلان كأن جمرتين أضرمتا النار:
"كفى… هذا يكفي."
رفعت يدها وأمرت جنودها:
"اقتلوا هذا المقنّع… فورًا."
---
على المنصة
حين بدأت مجموعة من الجنود يرتدون دروعًا فضية تنزل بسرعة على الأطراف، رفع ريفان عينيه إليهم بلا انفعال.
"لم يكفهم… يريدون أن أفضح نفسي رغماً عني."
زفر ببطء، رفع يده المتسخة بالدم، وقال في صوته الهادئ:
"إذًا… حان وقت النهاية."
---