الفصل السادس والثلاثون – استراحة قصيرة

في مكانٍ بعيد عن الساحة الليل كان يزحف ببطء حين فُتحت بوابة ظل ضخمة وسط وادٍ مقفرٍ تحرسه الصخور السوداء.خرج منها ريفان يترنّح قليلًا، تتساقط قطرات الدم من جراح صدره. وراءه، ظهر الحارس الحجري بخطوات صامتة، رغم ضخامته التي لا تشبه البشر.

---

تأمل ريفان السماء كانت نجومها باهتة… وكأنها تخشى النظر إليه.رفع يده ومسح بقعة الدم التي تجمّدت على ذقنه.شعر بإرهاق ثقيل يثقل أضلاعه ويهدد بانهياره لو تهاون لحظة. "لو تأخرتَ خمس ثوانٍ… لكنت مضطرًا لكشف كل أوراقي.

---

صوت الحارس "ما الذي كنتَ تحاول إثباته هناك؟

"---

ريڤان لم يلتفت إليه.صوته خرج منخفضًا: "أحيانًا… عليك أن تُريهم أنك لن تنكسر، مهما حاصرَك الجميع.

"---

الحارس الحجري "وإن كلفك ذلك حياتك؟

"---

ريڤان أغلق عينيه لحظة قصيرة.ثم رفع رأسه ببطء، صوته صار أكثر برودًا: "ما قيمة حياةٍ بلا شرف؟

"---

لحظة صمت حتى الرياح حولهما هدأت.كان الليل يزداد بردًا… لكنه لم يُحرّك شيئًا في وجهه.

---

الحارس "حسنًا… أُمرِتُ أن أعيدك إلى ملاذ الإمبراطور الخالد لتستعيد قواك." مد يده إليه: "اتكئ عليّ."

---

ريڤان رمقه بنظرة طويلة.ثم بخطوة واحدة اقترب واتكأ بيده على ذراع الحارس، وهو يتنفس بثقل.

---

بينما سارا سأل الحارس بصوته الهادئ: "ماذا ستفعل بعد شفائك؟"

---

ريڤان أجاب بلا تردد: "سأعيد ترتيب اللوحة."

---

الحارس "لوحة؟

"---

ريڤان "لوحة هذه القارة… وكل من يظن أنه يملك زمامها."

---

في مكان آخر بينما أغلقت بوابة الظلال وراءهما،كانت ليانا في جناحها الفاخر، تجلس قرب نافذة زجاجية عملاقة،تقلّب خاتمًا صغيرًا فضي اللون في يدها. نظرتها صارت باردة… وطويلة. "يا وريث الليل… لن تكون اللعبة مملة معك."--- وفي جناح آخر خطيبته السابقة جلست على كرسي خشبي،وجهها شاحب وعيناها محتقنتان بالدمع والحنق.عضّت شفتها حتى سال منها دم خفيف. "سأجعلك تركع تحت قدمي… حتى لو احترق هذا العالم بأسره

.---

على حدود الوادي رفع ريفان رأسه قليلًا نحو نجمة بعيدة في السماء،وتذكّر لوهلة وجه إمبراطور خالد حين سلمه ميراثه: "لا تتعجل… دَعهم يظنون أنك تترنح.فالضربة التي لا يتوقعونها… هي التي تسقط عروشهم.

---

2025/08/17 · 12 مشاهدة · 318 كلمة
نادي الروايات - 2025