الفصل السابع والثلاثون – أول تحرك نحو جمع الحلفاء
بعد ثلاثة أيام
في قلب قصر حجري ضخم، كانت أضواء الشموع ترتعش على جدرانٍ رمادية تعلوها رايات الليل. جلس ريفان على مقعد عريض مبطن بالفراء الأسود، كتفه ملفوف بضمادات بيضاء تلطخها بقعٌ من الدم القديم.
أمام كرسيه، انحنى الحارس الحجري صامتًا، يراقب عينيه الرماديتين اللتين كانتا تحدقان في خريطةٍ ضخمة على الطاولة.
---
صوت الحارس
"هل بدأتَ تفكّر في المرحلة التالية؟"
---
ريڤان
رفع يده ببطء، لمس بسبابته دائرة صغيرة في قلب الخريطة.
"هنا… مدينة الشفق. بوابة كل تجارة العبيد والمواد النادرة بين القارات."
---
الحارس
"أتعني… أنك ستستخدم تجارة العبيد لتبني نفوذك؟"
---
ريڤان
"جزء منها فقط. في مدينة الشفق… هناك رجال لا ولاء لهم إلا للذهب. إن اشتريت ولاءهم، صاروا عيونك وآذانك وسيوفك في وقت واحد."
---
مد إصبعه نحو الشمال الشرقي للخريطة
"ثم هنا… قوافل الأحجار الروحية والأسلحة المقدسة. إن أحكمت السيطرة على طرق التوريد… ستجثو العائلات الكبرى على ركبها حين تحتاج لعتاد."
---
لحظة صمت
ألقى نظرة جانبية على الحارس الحجري، ثم تمتم بصوتٍ خفيض:
"لو ظنوا أني مجرد وريث شرف يطارد الثأر… سيخطئون."
---
طرق الباب
دخل رجل قصير القامة، رأسه الأصلع يلمع تحت الضوء. انحنى سريعًا:
"سيدي… وُجد الشخص الذي طلبتَ لقاءه."
---
ريڤان
"أدخلوه."
---
خطوات ثقيلة
دخل شاب طويل القامة، عيناه حادتان كأنهما عينا ذئب، يلفه معطف جلدي قاتم. وقف دون أن ينحني، وقال بنبرة واثقة:
"أنت من يُسمى وريث الليل؟"
---
ريڤان
"وأنت من يُسمى آزار… سيف المرتزقة؟"
---
الشاب – آزار
"تسأل وكأنك لا تعرفني… وقد قتلتُ نصف المجلس الغربي قبل عام."
---
ريڤان
ابتسم ببرود:
"لو أردتك هنا لتتفاخر، ما أرسلت من يبحث عنك."
---
صمت
ثم أشار بيده إلى المقعد المقابل:
"اجلس."
---
آزار
تردد لحظة، ثم جلس ببطء.
---
ريڤان
"عرضي بسيط… سأدفع ضعف ما تدفعه أي قوة في هذه القارة. لكن ولاءك لي وحدي."
---
آزار
"ولائي لا يُشترى بذهب فقط."
---
ريڤان
"أعرف. لذلك… سأمنحك شيئًا لا تملكه الآن."
---
آزار
"وما هو؟"
---
ريڤان
"فرصة… كي تحطم كل من أهانك ذات يوم. وتبني سيفك ليكون أسطورة… لا مجرد مرتزق مأجور."
---
آزار
صمت طويل. ثم تمتم ببطء:
"أنت… خطير. لكنني أحب ذلك."
---
ريڤان
"إذًا… اتفقنا."
---
مد يده
تردد آزار لحظة… ثم صافحه. حين تلامست أصابعهما، شعر بحرارة غريبة تخرج من جسد ريفان كأنها تحذير لا يُقال بالكلمات.
---
ريڤان
"غدًا… نذهب معًا إلى مدينة الشفق. هناك… سنجمع أول خيوط شبكتي."
---
في مكان آخر
بينما كان الليل يهبط، جلست ليانا قرب نافذة جناحها الفخم، تراقب خريطة صغيرة في يدها.
"ريڤان… تتحرك أسرع مما توقعت."
ابتسمت ابتسامة باردة:
"لعبة جميلة… لنفعلها على طريقتي."