الفصل التاسع والثلاثون – قاعة الدم
داخل الخيمة الكبرى
كانت القاعة هائلة، جدرانها من خشب الأبنوس الأسود يتدلى منها رؤوس محنطة لأقوى العبيد الذين تم بيعهم. في الصدارة، جلس رجل ضخم الجثة على عرش معدني مغطى بجلد تنين.
كانت عيناه مثل ثقبين رماديين، يحدقان بريڤان باستياء.
---
الرجل الضخم
"أنت الذي لوث سوقي بدم جنودي؟"
---
ريڤان
تقدم خطوة، والظل يزحف تحت قدميه ببطء. قال بنبرة هادئة كأنها لا تعرف الخوف:
"أسمي ريفان… وريث الليل."
---
الجو تجمد لحظة
حتى عبيد الحراسة تراجعوا خطوتين. همس أحدهم:
"وريث الليل… ذاك الذي أفنى حلبة البطولة؟"
---
الرجل الضخم
"ما جئت لأسمع قصص غرورك… قل ما لديك."
---
ريڤان
"لدي عرض بسيط…"
رفع يده وأشار بإصبعه نحو صدر الرجل:
"ابتداءً من هذه الليلة… كل تجارة العبيد والأحجار الروحية والأسلحة الملعونة في مدينة الشفق تمر عبر ظلي."
---
الرجل الضخم انفجر ضاحكًا
"هل ظننت أنك بسحق بعض الحمقى ستُرعبني؟"
---
ريڤان
لم يتزحزح. رفع يده اليمنى ببطء، وفتح راحة كفه. ظهر وشم غريب، خطوطه تتلوى كحية سوداء.
---
في اللحظة التالية
ارتجف العرش المعدني. شقت الظلال الأرض كأنها حية ضخمة، التفت حول كرسيه في أقل من نفس. تصلبت في الهواء، ثم انغرزت في فخذيه بقوة.
صرخة ألم حيوانية
---
ريڤان
اقترب حتى صار بينهما أقل من ذراع. صوته خرج هامسًا، أقسى من السيوف:
"ليست قصص غرور… هذه حقيقة."
---
الرجل الضخم يلهث
"س-سأقتلك…"
---
ريڤان
"يمكنك المحاولة."
خفض يده قليلاً… فانسحبت الظلال ببطء، تترك خلفها جرحين عميقين ينزفان. سقط الرجل على ركبتيه يتنفس بصعوبة.
---
ريڤان
"خيارك الآن بسيط: الولاء… أو الانقراض."
---
صمت ثقيل
حتى خدم السوق ركعوا من الرعب.
---
الرجل الضخم
هتف أخيرًا بصوت مكسور:
"…حسناً… ما شروطك؟"
---
ريڤان
"ستدفع لي نصف أرباح السوق أسبوعيًا… وتفتح لي بوابة الوصول إلى قائمة عملائك في كل القارات."
---
الرجل الضخم
"وأين ضماني أنك لن تقتلني لاحقًا؟"
---
ريڤان
"ضمانك بسيط…"
مد يده ولمس جبهة الرجل. في طرفة عين، وشم أسود ظهر على جلده، يلتف مثل حلزون شيطاني.
"هذا ختم الظل. لو خنتني… سيتآكل قلبك حتى الرماد."
---
الرجل الضخم تراجع مرتعشًا
"…فهمت."
---
ريڤان
"جيد."
استدار ببطء، بينما انقسم حشد العبيد وخدم السوق أمامه كالماء يشق البحر.
---
قبل أن يغادر
همس الرجل الضخم بصوت مرتعش:
"أخبرني… من أين جاء ظلك هذا؟ ليست قوى بشرية."
---
ريڤان
توقف عند العتبة. لم ينظر خلفه حين قال:
"من حيث لا يجرؤ أحد… القارة المظلمة."
---
ثم خرج
وخلفه ظلت قاعة الدم تنزف الرعب.
---
في الزقاق الخارجي
وقف آزار يراقب ظله يقترب.
"انتهيت؟"
---
ريڤان
"انتهيت هنا… لكن اللعبة لم تبدأ بعد."
رفع عينيه نحو الأفق البعيد، وصوته انخفض كأنما يخاطب نفسه:
"الخطوة التالية… أن أعيد بناء جسدي ليصير سيفًا لا ينكسر."
---
آزار
"وأين ستفعل هذا؟"
---
ريڤان
"في قلب القارة المظلمة."
---