الفصل الحادي والأربعين – الغابة الميتة
صباحٌ خافت
كانت الشمس تحاول اختراق الغيوم البنفسجية التي تغطي القارة المظلمة، فتسقط أشعتها على جذوع شجرة يابسة كثيفة الأوراق السوداء. أطلق أهل الشفق على هذه البقعة اسم الغابة الميتة… لأنها تبتلع من يدخلها، وتترك جثثهم جافةً بلا قطرة دم.
---
ريفان
تقدّم بين الأشجار بخطوات صامتة، عباءته تلتف حول جسده الجديد الذي صار أثقل… لكن أقوى من أي وقت مضى.
كانت عيناه تلمعان بخيوط الذهب والأزرق. الهواء نفسه بدا كأنه ينفر من حوله.
---
آزار يمشي خلفه
"لا تزال عيناك تلمعان كأنك تحمل شمسين تحت جفنيك."
---
ريڤان
"العين الروحية ترى نقاط الضعف… والإلهية ترى ما لا يريد العالم كشفه."
---
فيكتور
كان يسير بمحاذاة شجرة عتيقة، يلمس لحاءها بإصبع صغير:
"رائحتها تشبه الدم القديم…"
---
ريفان
"لأنها شربت دم آلاف القتلى."
---
في تلك اللحظة
اهتزّ الفراغ حولهم. خرجت من بين الضباب خمس ظلال بشرية، يلفها السواد من الرأس حتى القدم. أصواتهم متحشرجة:
"يا وريث الليل… جئنا بأمر من سيد المستنقعات."
---
آزار
"سيد المستنقعات؟ لم نتجاوز حدوده بعد!"
---
الظل الأول
"إنك تنشر لعنتك خارج حدودك… هو يعتبر هذا تحديًا."
---
ريفان
رفع يده ببطء، تلمع في عينيه خيوط الإلهية. همس بصوتٍ منخفض:
"فلتجربوا… ما يعني تحديّي."
---
في لحظة
تحرّكت الظلال نحوهم بسرعة رهيبة. كل واحد منهم أطلق خيطًا أسود كثعبان.
---
آزار أخرج سيفه، استعد للصد
لكن ريفان رفع يده الأخرى فجأة.
---
العين الروحية أضاءت بالأزرق
رأى داخلهما شقوقًا صغيرة في أجسادهم، خطوط ضعف كالشروخ على الزجاج.
---
صوته خرج عميقًا
"رأيت هشاشتكم…"
---
بلمسة من سبابته
اندفعت شفرات ظل رفيعة، اخترقت تلك الشقوق. صرخة قصيرة… ثم سكتت الأجساد وسقطت تتلوى.
---
آزار يراقب ببرود
"صار القتل أسهل لديك من التنفس."
---
ريفان
"لم يختاروا موضع موتهم بحكمة."
---
فيكتور اقترب بخطوات طفولية
نظر إلى الجثث بعينين واسعتين:
"لقد كان لهم قلوب كثيرة."
---
آزار
"قلوب كثيرة؟"
---
فيكتور
"أجل… لكن كلّها ضعيفة."
---
ريفان
مد يده ووضعها برفق على رأسه:
"لهذا لن أسمح لأحد أن يقتلع قلبك يا صغيري."
---
رفع رأسه نحو عمق الغابة
"سيد المستنقعات… قارتك لن تحمِك مني."
---
في تلك اللحظة
هبت ريح باردة كأنها همس شيطان.
"قريبًا… ستخطو نحو عرشي."
---
ريفان
أغمض عينيه، وفتح عينيه الإلهية مرة أخرى، في العمق البعيد… لمح بوابةً من حجارة سوداء تومض بدعوة خفية.
"قصر الوحوش… يقترب وقت لقائنا."