الفصل الثاني والأربعين – عرش الظلال

داخل الغابة الميتة كان الليل يزداد كثافةً حتى صار كالقطران.كل شجرة تهتز في صمت، وكل حجر يلمع كأنه يخزن ذكرى موت قديم. تقدم ريفان بخطوات ثابتة، وخلفه آزار وفيكتور.لم تكن أنفاسه تخرج بانتظام… لقد شعر بوجودٍ آخر يراقبه عن قرب

.---

آزار "هناك… في الأعلى.

"---

رفع ريفان عينيه على غصن شجرة يابس،كانت تجلس فتاة تغطيها عباءة سوداء طويلة تنتهي بحواف فضية.وجهها مغطى بقناع نصفه أبيض ونصفه أسود،وعيناها تتوهجان بلون البنفسج. حين انحنت قليلاً للأمام،تطايرت خصلات شعرها الأسود الطويل.

---

صوتها خرج هادئًا ناعمًا "وريث الليل… كنت أتساءل متى ستجتاز حدودي.

"---

ريفان "كنت أتساءل… متى ستقررين الظهور."

---

أنزلت قدميها ببطء هبطت بخفة أمامه،عباءتها تلتف حول جسدها الرشيق الذي بدا كأنه قطعة من الليل نفسه.حين خطت خطوة نحوه، تراجعت الرياح من حولها.---

آزار همس "أميرة الظلام…"

---

أميرة الظلام رفعت رأسها قليلًا: "ذلك اللقب… لم أعد أطيبه. اسمي الحقيقي… ليليا

."---

ريفان "ليليا… قائدة الفوضى في القارة المظلمة، وسيدة نصف الوحوش."

---

ليليا ابتسمت خلف القناع "وأنت… الطفل الذي عاد من الموت مرتين.

"---

فيكتور أمسك طرف عباءة ريفان بخوف: "أبي… رائحتها تشبه… الخراب."

---

ليليا "يا لك من طفل ذكي…" نقلت بصرها إلى فيكتور، ولثوانٍ توقفت، كأنها تقيّمه بعينيها البنفسجيتين.ثم عادت تنظر إلى ريفان: "أتيتَ لتصقل جسدك في أرضي… أم لتسحبني إلى حربك القادمة؟"

---

ريفان "أفعل ما أراه مناسبًا…

"---

ليليا "جيد… كنت سأحتقرك لو جئت متوسلًا.

"---

تقدمت خطوة أخرى تلامست نظراتهما.لحظة قصيرة… شعر ريفان كأنها تنبش داخله.لكن في عينيه الإلهية… رأى شقوقًا صغيرة في روحها. "حتى أنت… لستِ كاملة

."---

ليليا "أتعجب من أمرين…" رفعت يدها الرشيقة وأشارت نحو قلبه: "من أين جئت بهذه العيون؟" ثم أشارت نحو فيكتور: "ولماذا تحمل طفلاً… تشبه دمه لعنة الملوك القدامى؟

"---

ريفان بصوت هادئ "هل أنتِ هنا لتسأليني… أم لتختبريني؟"

---

ليليا "كلاهما."

---

مدت يدها اليمنى انفجر الهواء حولها،خرجت شظايا ظلّية تدور حول جسدها،ثم انصهرت في راحة يدها، وصارت سيفًا أسود طويلًا ينبض كالحيّة.

---

ليليا بصوت منخفض "كل من يطأ غابتي

يجب أن يقدّم برهان بقاء.

"---

آزار تراجع خطوة "هل ستقاتلينه؟"

---

ليليا "ليس قتال موت… بل اختبار.

"---

ريفان "اختبارك هذا… لن ينتهي كما تتوقعين."

---

ليليا رفعت السيف أمام صدرها "لِنَرَ."

---

في اللحظة التالية تلاشلت المسافة بينهما.سيف الظلال اخترق الهواء نحو صدره،بينما رفع ريفان يده اليسرى،وعيناه الإلهية تومضان بالذهب. أمسك حافة النصل العميق بقبضته العارية،تطاير الشرر والظلال

.---

ليليا "

…"---

ريفان "اختبارك بدأ."---

2025/08/21 · 10 مشاهدة · 389 كلمة
نادي الروايات - 2025