الفصل الثالث والأربعين – رقصة الظلال
في عمق الغابة الميتة
حين لامست يد ريفان حدّ سيف الظلال، دوّى صدى معدني كأنه اصطدام نيزكين. تطايرت شرارات سوداء وخيوط دخان بارد.
---
ليليا
لم تبتعد خطوة. بالعكس، انحنت نحو وجهه، وعيناها البنفسجيتان تلمعان:
"رائع… جسدك الجديد لا ينكسر بسهولة."
---
ريفان
"أول دروسك… ألا تستهيني بي."
---
بلمح البصر
تراجع خطوة، أرخى قبضته. سيفها أكمل طريقه ليغرس في الأرض، لكن في اللحظة نفسها… أطلق ريفان قبضته اليمنى في لكمة صاعدة نحو ذقنها.
---
ليليا
ابتسمت بخفة، واختفت كالظل قبل أن يمسها.
---
صوتها يتردد حوله
"لكن هل تستطيع اللحاق… بسرعة ظلي؟"
---
العين الروحية تألقت بالأزرق
رأى في عينيه تموجًا… مثل موجة شفافة تكشف تحركاتها الخفية.
---
همس
"أراك…"
---
مدّ يده اليمنى
في اللحظة التالية… أمسكت قبضته هواءً يبدو خاليًا. ثم ظهر جسدها متجسدًا بين أصابعه.
---
ليليا بعينين متسعتين
"هذه… عين الروح…!"
---
ريفان
"تعتمدين على التلاشي أكثر من اللازم."
---
أطلقت ريح ظلّية من جسدها
تطايرت شظايا سوداء حولهما كأنهما عالقان وسط إعصار. ثم استعاد كل منهما توازنه.
---
آزار
يراقب الصراع من بعيد، قبضته على مقبض سيفه:
"لا يمكن التدخل…"
---
فيكتور
جالس على حجر، قدماه تتأرجحان. يراقب بتسلية طفولية:
"إنها ترقص…"
---
ليليا
تقدّمت بخطوتين رشيقتين. رفع سيفها نحو وجهه، وهمست:
"أنت مختلف… قوتك تشبه الملوك الأوائل."
---
ريفان
"أنت أيضًا… تحملين شقًا في روحك."
---
ليليا توقفت
لثانية واحدة فقط، بدا وجهها وكأنه تجمّد. ثم رفعت ذقنها:
"هذا لا يعني أنك ستسحقني."
---
رفعت يدها الأخرى
انبثق منها خيط ظلال رفيع، انقسم في الهواء إلى عشرات السهام السوداء. أطلقتها دفعةً واحدة على صدره ورأسه.
---
العين الإلهية لمع بذهب صاعق
رأى تلك السهام كما لو أنها تتحرك ببطء. رأى خيوط الطاقة التي تحركها، نقاط التلاشي عند ذروتها.
---
همس لنفسه
"…انتهت."
---
حرك يده اليسرى بسرعة خاطفة
اختفى جسده لثانية قصيرة، ظهر خلفها، يضغط بسبابته على مؤخرة عنقها.
---
ليليا تجمدت
لم تتحرك.
---
صوته خرج منخفضًا
"لو كانت حربًا حقيقية… لكنتِ ميتة الآن."
---
ليليا أغمضت عينيها للحظة
ثم تراجعت خطوة ببطء، سيفها يتلاشى.
---
رفعت رأسها
"قوتك… تثير في قلبي شيئًا… لا يشبه الكراهية."
---
ريفان
"ولا يشبه الاحترام تمامًا."
---
ليليا
"ربما… هو الاعتراف."
---
رفعت يدها اليمنى
تلاشى القناع نصف الأبيض ونصف الأسود، كشفت وجهها لأول مرة. وجه شاحب الجمال، ملامحه حادة وعينان بنفسجيتان تلمعان بخطر.
---
همست
"وريث الليل… في المرة القادمة… لن نكتفي برقصة."
---
استدارت ببطء
ومع خطوة واحدة، ذاب جسدها في عمق الغابة.
---
آزار تقدم ببطء
"هل ستلاحقها؟"
---
ريفان
"لا… هذا يكفي الآن."
---
فيكتور
اقترب وتشبث بثوبه:
"أبي… هل ستتزوجها؟"
---
ريفان
نظر إليه لحظة… ثم أدار رأسه نحو عمق الغابة الميتة:
"هذه الحرب… لم تبدأ بعد يا فيكتور."
---