الفصل السادس والأربعين – همسات الظلال

داخل قصر الوحوش

بعد أن هدأ الإعصار الأسود، كانت الأرض حول ريفان مغطاة بطبقةٍ رقيقة من الرماد. جلست فيكتور على حجر قريب، يداه الصغيرتان تحت ذقنه، يراقب والده بصمت.

أما آزار، فقد بقي واقفًا عند المدخل، ينظر إلى ريفان وكأنه يرى مخلوقًا غريبًا خرج من الأساطير.

---

آزار

"هل تشعر… أنك ما زلت إنسانًا؟"

---

ريفان

"لا أعرف…"

رفع يده أمام عينيه. جلده صار أغمق قليلًا، أقرب إلى الحديد المطفأ. حين شدّ أصابعه، سمع صوت العظام تتصلب كحجارة سماوية.

"لكن مهما تغيّرت… لا أزال أذكر من خانني."

---

فيكتور

"وماذا بعد…؟"

---

ريفان

"بعد صقل العظام… يأتي صقل الدم."

---

آزار

"وهذا يعني؟"

---

ريفان

"أن دمي سيصير وقودًا… لا ينفد."

---

في تلك اللحظة

اهتز الفراغ قرب مدخل القصر. خرج من الظلال خادم قديم يرتدي عباءة رمادية، عينا الرجل غائرتان، وصوته أجش:

"يا وريث الليل… هناك زائر ينتظرك خارج حدود القصر."

---

آزار تشدّد

"من؟"

---

الخادم

"امرأة… شعرها كالليل، وعيناها بنفَسَجيتان."

---

ريفان

أنزل يده ببطء:

"ليليا… أميرة الظلام."

---

آزار

"أتريد مواجهتها الآن؟"

---

ريفان

"لا… هذه المرة لن يكون قتالًا."

---

فيكتور

"أستطيع المجيء؟"

---

ريفان

"ابقَ هنا… إن تحولت هذه الهدنة إلى فخ، لن أسمح لك أن تُمسّ."

---

خرج وحده

خطا بين الأعمدة الحجرية المتشققة، وترك آزار يراقبه حتى اختفى في الممر الطويل.

---

خارج القصر

كانت ليليا واقفة وسط الضباب، تضع قناعها نصف الأبيض ونصف الأسود مجددًا. حين لمحته يخرج، رفعت ذقنها قليلاً:

"نجوت من صقل العظام… كان يمكن أن يحرقك إلى العدم."

---

ريفان

"لو كنت أهاب الاحتراق… لما وصلت إلى هنا."

---

ليليا

"لذلك أنت… تثير فضولي أكثر من أي شيء."

---

اقتربت خطوة

"عليك أن تعرف… أن عائلتك بدأت تتحرك، وأن خطيبتك السابقة… أرسلت فرقة ظل تبحث عنك."

---

ريفان

"دعيهم يأتون."

---

ليليا

"وكذلك… عائلة الإمبراطور خالد القديمة تتحرك في العالم العلوي. البعض يظن أنك وريثه حقًا."

---

ريفان

"ومن قال لهم الحقيقة؟"

---

ليليا

"ربما أحد الذين أنقذتهم… أو الذين تركتهم أحياء."

---

رفعت يدها

في راحة يدها ظهرت قطعة بلورية صغيرة، سوداء شفافة.

"هذه… حجر ظل قديم، يساعد على صقل الدم. خذه… واعتبره عربون عدم عداء."

---

ريفان

"عدم عداء… وليس تحالفًا؟"

---

ليليا

"بعد… لسنا حلفاء. لكنك تستحق أن أكشف أوراقي يومًا ما."

---

مد يده وأخذ الحجر

حين لامس أصابعه، شعر بحرارة خفية تتسلل لعروقه.

---

ليليا

"حين تبدأ صقل دمك… سيفهم جسدك ما تعنيه القوة الحقيقية."

---

استدارت ببطء

"وحين تخرج من هذه العزلة… سأكون بانتظارك."

---

اختفت في الضباب

---

ريفان

بقي واقفًا يحدق إلى الفراغ، يده تقبض الحجر بقوة.

"صقل الدم… ثم الحرب."

---

في عمق القصر

جلس فيكتور قرب آزار، عينيه تتأملان الظلام:

"أبي… لن يعود كما كان."

---

آزار

"بل لن يعود أحد كما كان… حين يبدأ هذا الطريق."

2025/08/26 · 10 مشاهدة · 445 كلمة
نادي الروايات - 2025