الفصل السابع والأربعين – إحتراق الدم
في أعماق قصر الوحوش
عاد ريفان إلى القاعة المظلمة بعد رحيل ليليا. وقف لحظة يتأمل العرش الحجري، ثم أخرج البلورة السوداء التي سلمته إياها.
رفعها أمام عينيه، رأى داخلها دوامة صغيرة تتحرك ببطء، كأنها تحوي روحًا تئن في سكونٍ أبدي.
---
آزار
"أهذه… حجر الصقل؟"
---
ريفان
"حجر ظل قديم. يختبر الدم حتى حدود الهلاك."
---
آزار
"أتريد… أن تبدأ فورًا؟"
---
ريفان
"كلما تأخرت… زادت فرص أعدائي لكشف تحركاتي."
---
فيكتور
"أبي…"
اقترب ببطء وأمسك طرف معطفه المحروق:
"حين تكمل صقل الدم… هل ستصبح أقوى من كل شيء؟"
---
ريفان
انحنى قليلًا، ووضع يده على رأسه:
"لا شيء في هذا العالم لا يُكسر… لكنني سأصير أقرب إلى الكسر الأخير."
---
جلس القرفصاء أمام العرش
أسند ظهره إلى الحجر المتشقق، ووضع البلورة السوداء فوق قلبه مباشرة.
---
همس
"ابدأي…"
---
في اللحظة التالية
تشقق سطح البلورة، انفجر منها خيط أسود رفيع، تسلل إلى صدره كإبرةٍ مشتعلة.
---
آزار تراجع خطوة
"دمه… يتغير لونه!"
---
فيكتور
"إنه… يحترق!"
---
داخل جسده
كانت كل قطرة دم تتحول إلى وقود أسود. الألم تجاوز صقل العظام بعشرات المرات. لم يعد يشعر بجسده… صار كأنه بحرٌ يغلي، يتآكل على مهل.
---
في ذهنه
عادت الصور من جديد:
يوم طرده أبوه من القصر.
نظرة خطيبته المليئة بالاحتقار.
اليوم الذي دُسّ فيه السم في طعامه، وراقبوه يختنق دون رحمة.
ثم لحظة فتح عينيه في جسده الجديد… حاملاً ذكرى إمبراطور خالد.
---
بين الصور
انبثق صوتٌ خافت، أعمق من الوعي:
"إن أردت أن تُخلق من جديد… دع دمك يحترق كله."
---
ريفان
فتح عينيه ببطء. كانت عروقه تضيء بخطوط سوداء متوهجة. كل نفس يخرج منه كأنه زفير جحيم.
---
آزار همس لفيكتور
"إنه يموت…"
---
فيكتور
"لا… إنه يغيّر اسمه…"
---
في الداخل
رأى وميضًا ذهبيًا وسط الظلمة. كانت نواة دمه الأصلية… تلمع مثل شمسٍ صغيرة بين الخراب.
---
مدّ يديه في الرؤية
"إن سقطتُ الآن… لن يذكرني أحد."
---
ضرب قبضته على صدره
"أما إن نجوت… فسأحرق كل من ظنّ أنه إله."
---
في الخارج
امتد وهج أسود شاحب غمر القاعة كلها. تشققت الأرض حوله، وانبعثت رائحة حديدٍ محترق.
---
ثم… الصمت.
---
آزار
اقترب بحذر:
"ري…فان؟"
---
انفتح جفناه ببطء
لكنهما لم يعودا ذهبيتين فقط… بل كان في عينيه شقٌّ أسود عميق، كأنه جرح قديم لم يندمل.
---
صوته خرج واهنًا، لكنه ثابت
"صقل الدم… اكتمل."
---
فيكتور
اقترب خطوة، عينيه الواسعتين تتأملانه:
"هل… أنت بخير؟"
---
ريفان
"أفضل مما توقعت…"
وقف ببطء، صوته صار أكثر هدوءًا وصلابة.
"هذا الجسد… الآن لن ينكسر بسهولة."
---
رفع بصره نحو العرش
"لم يتبق إلا خطوة واحدة… صقل الروح."
---
في مكانٍ بعيد… بين الضباب
كانت ليليا تراقب من قمة شجرة عملاقة، عينها البنفسجية تلمع بفضول:
"أي وحشٍ تتحول إليه… يا وريث الليل؟"
---