الفصل الثامن والأربعين – العاصفة القادمة
قصر العائلة المالكة – القارة الشرقية
كانت القاعة مزينة بالأعلام القرمزية والستائر الثقيلة. اجتمع شيوخ العائلة حول الطاولة الحجرية، وفي صدر المجلس جلست إلينورا – خطيبته السابقة – مرتدية عباءة ملكية، شعرها الفضي ينسدل على كتفيها، وعيناها تلمعان ببرودة لا تعرف الندم.
---
شيخ مسنّ
"يا سيدتي… لقد انتشر الخبر. قيل إنه دخل قصر الوحوش وصقل عظمه ودمه."
---
إلينورا
"أعرف."
---
شيخ آخر
"لكن… حتى لو امتلك بقايا قوة إمبراطور خالد، فهو في النهاية فرد واحد."
---
إلينورا رفعت يدها مقاطعة
"أخطأت… إنه ليس مجرد فرد. إنه لعنة."
---
صمت ثقيل
---
إلينورا
"كلما تركناه يعيش… كبرت اللعنة."
---
مدت يدها
وضعت خريطة قديمة على الطاولة، وسط دهشة الشيوخ.
---
إلينورا
"هذا المخطط يعود لثلاثة قرون… حين حاول جدي اقتحام قصر الوحوش. فشل… لكننا نعرف الآن كل معابره. لن نكرر الخطأ."
---
شيخ ثالث
"أنتِ… ستذهبين بنفسك؟"
---
إلينورا
"بل سأرسل من لا يعرف الرحمة."
---
صفّقت بيدها مرة واحدة
فتح باب القاعة. دخل أربعة رجال بملابس سوداء تغطي وجوههم. كل واحد منهم يحمل هالة موت كثيفة.
---
إلينورا
"هؤلاء… فرقة الظلال المطلقة. لا يعترفون بقوانين البشر. لا ينهون معركتهم إلا لو احترق كل ما في طريقهم."
---
رفعت بصرها ببرود
"أعطيتكم فرصة يا ريفان… لكنكم اخترتم الغدر."
---
قبضت يدها
"ستغدو القارة المظلمة مقبرةً لك."
---
بينما كانت تتكلم
في ركن مظلم من القاعة، وقفت فتاة مقنّعة لم يلحظها الجميع، تحمل بين يديها لفيفةً قديمة نقشت عليها طلاسم العرش الأسود.
---
همست لنفسها بصوت خافت
"إنه… تغير… حتى عينيه صارتا تشبهان العيون الإلهية."
---
ثم أغلقت اللفيفة بخفة
"يا وريث الليل… هل ستبقى صامتًا حين يطرقون بابك؟"
---
في تلك اللحظة
تسلل في القاعة تيار بارد… كأنه نذير شؤم لم يعد أحد قادرًا على تجاهله.
---
خارج القصر
كانت الرياح تتصاعد، وأسراب الغربان تدور فوق الأسطح.
---
إلينورا رفعت بصرها نحو السماء
"حين تنتهي هذه العاصفة… سينتهي اسمه إلى الأبد."
---