الفصل الخمسون – إرتقاء الدم والظل

في قلب الممر النجمي

كان الممر المؤدي إلى القارة العليا أشبه بنفقٍ يبتلع كل إحساسٍ بالزمن. خطوات ريفان ارتطمت بالأرض المعدنية، تصدر صدى خافتًا يشبه أنين المرايا. آزار وفيكتور تبعاه بصمتٍ ثقيل، كل منهما يشعر أن ما وراء هذه البوابة… قد لا يسمح بعودة أحد.

---

آزار

"كم تبقّى…؟"

---

ريفان

"بضع مئات من الخطوات… لكن في كل خطوة، سيطلب الممر جزءًا منك."

---

فيكتور

"منذ بدأت الرحلة… كأنني أفقد شيئًا لا أقدر على تسميته."

---

ريفان

"إنها شظايا الروح القديمة… تتساقط كي يولد جسدك من جديد."

---

وفجأة

اهتز الممر كله، ارتفع ضوءٌ أحمر خافت أمامهم، تشكّلت بوابة حجرية ضخمة نقشت عليها رموز قديمة تتوهج كالجمر.

---

ريفان

"بوابة صقل الروح…"

---

مدّ يده ولمس النقوش. شعر بلسعةٍ عميقة، كأن كل جرحٍ في ذاكرته ينفتح.

---

في الخارج – على الهضاب الرمادية

فرقة الظلال كانت تراقب تشكّل البوابة. وقف قائدهم مغطى بالعباءة السوداء، وفي يده بلورة كهرمانية.

---

القائد

"لقد بدأ… لن نسمح له بإكمال الطقس."

---

أشار بيده. انقسمت الفرقة إلى مجموعتين: واحدة بدأت تتحرك عبر الظلال لتقترب من البوابة، والأخرى بقيت لتعطيل الممر الخلفي.

---

في السماء

كانت ليليا أميرة الظلام تطفو داخل كرة ظل معلقة فوق الغيوم. عيناها البنفسجيتان ترصدان خطوط الطاقة.

---

ليليا همست

"إن قاتلوه الآن… فإما يحترق وإما يولد وحشًا."

---

رفعت بلورتها وظلّت تتابع بخفة.

---

عند بوابة صقل الروح

وقف ريفان يواجه بابًا لا ينوي الانفتاح بسهولة. في اللحظة نفسها… تصاعد ضوء فضي على اليمين.

---

آزار

"ما هذا…؟"

---

من ذلك الضوء

خرجت امرأة طويلة، شعرها أبيض يلامس قدميها، أذناها طويلتان منحنية قليلاً.

كانت من سلالة الألف القديمة. تضع درعًا أسود مزخرفًا، وعيونها خضراء بلون الطحالب.

---

الألف

"يا أنت… وريث الليل. قيل إنك تحمل عظام الإمبراطور خالد."

---

ريفان

"ومن أخبرك؟"

---

الألف

"سيدتي… ملكة الألف، أرسلتني لأراقبك."

---

رفعت يدها

"وأحذرك… حين تبدأ صقل الروح، ستكون ضعيفًا جدًا. إن هاجموك، فلن تقاوم."

---

آزار

"ومن أنت حتى تحذرينا؟"

---

الألف

"ربما حليفة… أو مجرد مراقبة."

---

صوت خشن دوى خلفهم

"ليس ثمة وقت للثرثرة."

---

من المدخل الخلفي

ظهر وحش بشري هائل، رأسه شبيه بجمجمة تنين سوداء. حراشف معدنية تغطي جسده، وصوته يخرج كقصف صخور.

---

الوحش

"أنت… وريث العرش الأسود. إن صعدت، سيكون لك دين في عنق عشيرة التنانين السفلية."

---

رفع يده، ألقى حجرًا أسود صغيرًا بين قدمي ريفان.

---

الوحش

"هذا قلب تَنين ميت. إن سحقته… سيفتح طاقة كافية لتعجيل صقل الروح."

---

ريفان

حدق فيه لحظة طويلة.

"ولماذا تساعدني؟"

---

الوحش

"لأنني… أريد أن أرى الحرب القادمة تحرق كل شيء."

---

فيكتور

"يا أبي… هل سنثق به؟"

---

ريفان

"ليس علينا الثقة… يكفي أن نستخدم ما نحتاجه."

---

في تلك اللحظة

تصدع الممر الخلفي… وخرجت فرقة الظلال ببطء. تقدم قائدهم أولًا، عينيه مضاءتان بوميضٍ كالقمر الميت.

---

القائد

"كل هذه الأجناس… اجتمعت حول شبح رجل."

---

مد يده للأمام:

"اقتلوه."

---

اندفع أفراد الفرقة

أربع ظلال انزلقت بسرعة شيطانية نحو ريفان. لكن قبل أن يقتربوا، قفز الوحش ذو جمجمة التنين في وجوههم، فتح صدره وخرج منه لهيب أسود مزق اثنين في لحظة.

---

الألف

"تراجعوا… سأغطي ظهرك!"

---

رفعت رمحًا بلوريًا، أطلق قوسًا من طاقة خضراء، صدّ هجومًا آخر.

---

ريفان

كان قد قبض قلب التنين، رفع عينيه نحو البوابة.

---

"صقل الروح… الآن."

---

سحق القلب في يده. اندفعت منه موجة طاقة سوداء، ابتلعت جسده بالكامل.

---

آزار

"يا إلهي…!"

---

فيكتور

أغمض عينيه وهو يصرخ:

"أبي!!"

---

عند البوابة

انفتح الباب ببطء… وراحت ريح غريبة تجذب ريفان نحو الداخل.

---

القائد

"لا تدعوه يدخل!!"

---

قفز بقوة شيطانية، لكن رمح الألف اخترق صدره قبل أن يبلغ البوابة.

---

ليليا – من بعيد

كانت ابتسامتها ساكنة:

"هكذا إذن… صعودك سيكون دمويًا كما توقعت."

---

داخل البوابة

شعر ريفان أن جسده يذوب إلى ذرات، كل ذكرى، كل حقد، كل ألم… ينفصل عنه ليُعاد صهره.

---

"صقل الروح… المرحلة الأخيرة من القيامة."

---

بين عينيه

انبثق ضوء هائل، وامتدت ظلال طويلة كأنها أجنحة سوداء.

---

صوته خرج كهمس هائل

"حين أعود… لن يجرؤ أحد على تسميتي بقايا الضعف."

---

ثم… ابتلعته البوابة بالكامل.

---

على الهضبة

وقف الوحش ذو جمجمة التنين يتنفس ببطء، الألف تمسح دمًا على وجهها، وفيكتور يحدق في الفراغ الدوّار.

---

ليليا همست داخل العاصفة

"يا وريث الليل… إن نجوت، فليتأهب هذا العالم."

---

2025/08/28 · 8 مشاهدة · 688 كلمة
نادي الروايات - 2025