الفصل الثالث والخمسون – نذير الخراب
عند حافة الممر النجمي
غطّى الغبار الأفق بعد زوال العملاق الحجري،
وصار المكان مهجورًا كأنه لم يشهد ميلادًا ولا دمارًا.
لكن خطوات ريفان شقت الصمت،
ثقيلة وهادئة،
كأن كل خطوة تترك ندبة في الهواء.
---
فيكتور
ظلّ يحدق في وجه أبيه،
يتفحّص تلك العين اليسرى…
العين الإلهية التي خيّم وهجها على كل ما حوله.
---
فيكتور
"هل ستعود العين إلى طبيعتها؟"
---
ريفان
"لا… هذه العين لم تعد تنام."
---
---
على بعد أميال – بوابة القارة العليا
ظهرت أخيرًا معالم مدينة الكريستال الأسود.
أسوارها تعلو ثلاثين مترًا،
تتوهج بخطوط مانا خضراء.
وبواباتها محفور فيها رموز قديمة تُخضع الداخلين.
---
آزار (يهمس)
"يا للسماء… لم أدخل مدينة علوية في حياتي."
---
ريفان
"اليوم تبدأ معرفتنا بهذا العالم."
---
مدّ يده ببطء،
خلع عباءته السوداء الممزقة،
وارتدى معطفًا رماديًا يخفف هالته.
---
آزار
"وماذا عن عائلتك القديمة؟ سيعرفون أنك صعدت."
---
ريفان
"دعيهم يعرفون. ربما يقررون الانتحار مبكرًا."
---
---
عند بوابة المدينة
اصطف عشرات الحراس المدرعين،
أعينهم تراقب الغرباء ببرود.
---
تقدّم قائد الحرس،
عينيه تتسعان حين استشعر الهالة الخافتة التي تنساب من ريفان.
---
القائد
"اسمك…؟"
---
ريفان
"ريفان."
---
القائد (يتمتم)
"هذا الاسم… سمعته في تقارير الصعود الأخيرة…"
---
لكن قبل أن يتم جملته،
هبط طائر أسود ضخم على السور،
بين مخالبه رق قديم مختوم بالشمع الأحمر.
---
التقط الحارس الرق،
فتح الختم…
وأجهش جسده بالارتعاش حين قرأ أول سطر.
---
"كل من يقرأ هذا الأمر:"
"ابحثوا عن صاعد اسمه ريفان. احضروا رأسه حيًا أو ميتًا. مكافأة: سبع قارات من الذهب، وخمسون عذراء ملكية."
---
تبادل الحراس النظرات،
وبدأت عيون الطمع تلمع.
---
آزار (يهمس لريفان)
"إنها جائزة إلينورا…"
---
ريفان (بصوت خافت)
"أجل. لقد بدأت الحرب."
---
---
قائد الحرس
"آسف… لكن لا يمكنكم دخول المدينة قبل… التحقيق."
---
انحنى نصف انحناءة،
لكن يده تحركت ببطء نحو مقبض سيفه.
---
في اللحظة نفسها،
كانت عشرات الخطوات تتسلل من الأزقة القريبة.
فرقة صائدي الجوائز.
أصحاب العيون الحمراء التي لا ترحم.
---
---
فيكتور
تشبث بساق أبيه:
"لا أريد القتال الآن…"
---
ريفان
"وأنا كذلك. لكنهم اختاروا."
---
---
في وسط الميدان
تقدّم رجل طويل نحيف يرتدي عباءة بنفسجية.
وجهه مخفي تحت قناع حديدي.
في صدره شعار "عشيرة الظل".
---
الرجل المقنّع
"سيد ريفان… نحن لسنا هنا لقتالك. بل لتقديم عرض."
---
رفع يده،
فتصاعد خيط دخان أسود إلى السماء،
يتشكل تدريجيًا في هيئة خريطة:
"هذا… معقل تجار العبيد في القارة العليا."
---
"لديهم نفوذ هائل… لو كسبتهم، لن تجرؤ العائلات الملكية على لمس شعرة منك."
---
---
ريفان
لم يجب فورًا.
ظلّ يحدق في الخريطة المعلقة في الهواء،
بينما عينه الإلهية تخترق القناع لترى نوايا الرجل.
---
رأى داخله ظلًا قديمًا…
ظلًا كان ينتمي إلى الإمبراطور خالد.
---
"آه… إذًا بدأت بقايا جيشه تتحرك."
---
ريفان (نبرة هادئة)
"سأنظر في عرضك."
---
---
قائد الحرس (يصرخ)
"كفى! جميعكم تحت الاعتقال حتى…"
---
لكن لم يكمل كلمته.
بنظرة واحدة من عين ريفان اليسرى،
تجمّد صوته في حلقه.
ثم تداعت قدماه.
سقط على وجهه، جثّة بلا حراك.
---
---
فيكتور
"أبي… لقد قتلته… بلا حركة."
---
ريفان
"هذا أول دم في طريقنا هنا… ولن يكون الأخير."
---
---
في قصر إلينورا
وقفت عند شرفة عالية،
تراقب البوابة عبر مرآة سحرية.
لم تبدُ على وجهها أيّ رِقّة.
---
"لقد قفزت درجات كثيرة… لكنك لن تنجو هذه المرة."
---
تراجعت ببطء،
ثم رفعت يدها نحو خادمتها:
"ابلغي العشائر السبع… سأضاعف الجائزة لمن يأتيني برأسه قبل اكتمال القمر."
---
---
في المدينة
خطا ريفان أول خطوة داخل سور الكريستال الأسود.
هواء جديد، وسماء جديدة،
لكن الرائحة هي نفسها:
رائحة الدم والقلوب التي تحترق بالرغبة.
---
مدّ يده إلى فيكتور:
"تمسّك جيدًا… لن نكون غرباء طويلاً."
---
ثم نظر إلى آزار،
وعينه الإلهية تشتعل:
"هذا العالم لم يعرف اسمي بعد…
لكنهم جميعًا سيتعلمونه بالخوف."
---
عند حافة الممر النجمي
غطّى الغبار الأفق بعد زوال العملاق الحجري،
وصار المكان مهجورًا كأنه لم يشهد ميلادًا ولا دمارًا.
لكن خطوات ريفان شقت الصمت،
ثقيلة وهادئة،
كأن كل خطوة تترك ندبة في الهواء.
---
فيكتور
ظلّ يحدق في وجه أبيه،
يتفحّص تلك العين اليسرى…
العين الإلهية التي خيّم وهجها على كل ما حوله.
---
فيكتور
"هل ستعود العين إلى طبيعتها؟"
---
ريفان
"لا… هذه العين لم تعد تنام."
---
---
على بعد أميال – بوابة القارة العليا
ظهرت أخيرًا معالم مدينة الكريستال الأسود.
أسوارها تعلو ثلاثين مترًا،
تتوهج بخطوط مانا خضراء.
وبواباتها محفور فيها رموز قديمة تُخضع الداخلين.
---
آزار (يهمس)
"يا للسماء… لم أدخل مدينة علوية في حياتي."
---
ريفان
"اليوم تبدأ معرفتنا بهذا العالم."
---
مدّ يده ببطء،
خلع عباءته السوداء الممزقة،
وارتدى معطفًا رماديًا يخفف هالته.
---
آزار
"وماذا عن عائلتك القديمة؟ سيعرفون أنك صعدت."
---
ريفان
"دعيهم يعرفون. ربما يقررون الانتحار مبكرًا."
---
---
عند بوابة المدينة
اصطف عشرات الحراس المدرعين،
أعينهم تراقب الغرباء ببرود.
---
تقدّم قائد الحرس،
عينيه تتسعان حين استشعر الهالة الخافتة التي تنساب من ريفان.
---
القائد
"اسمك…؟"
---
ريفان
"ريفان."
---
القائد (يتمتم)
"هذا الاسم… سمعته في تقارير الصعود الأخيرة…"
---
لكن قبل أن يتم جملته،
هبط طائر أسود ضخم على السور،
بين مخالبه رق قديم مختوم بالشمع الأحمر.
---
التقط الحارس الرق،
فتح الختم…
وأجهش جسده بالارتعاش حين قرأ أول سطر.
---
"كل من يقرأ هذا الأمر:"
"ابحثوا عن صاعد اسمه ريفان. احضروا رأسه حيًا أو ميتًا. مكافأة: سبع قارات من الذهب، وخمسون عذراء ملكية."
---
تبادل الحراس النظرات،
وبدأت عيون الطمع تلمع.
---
آزار (يهمس لريفان)
"إنها جائزة إلينورا…"
---
ريفان (بصوت خافت)
"أجل. لقد بدأت الحرب."
----
---
قائد الحرس
"آسف… لكن لا يمكنكم دخول المدينة قبل… التحقيق."
---
انحنى نصف انحناءة،
لكن يده تحركت ببطء نحو مقبض سيفه.
---
في اللحظة نفسها،
كانت عشرات الخطوات تتسلل من الأزقة القريبة.
فرقة صائدي الجوائز.
أصحاب العيون الحمراء التي لا ترحم.
---
فيكتور
تشبث بساق أبيه:
"لا أريد القتال الآن…"
---
ريفان
"وأنا كذلك. لكنهم اختاروا."
---
---
في وسط الميدان
تقدّم رجل طويل نحيف يرتدي عباءة بنفسجية.
وجهه مخفي تحت قناع حديدي.
في صدره شعار "عشيرة الظل".
---
الرجل المقنّع
"سيد ريفان… نحن لسنا هنا لقتالك. بل لتقديم عرض."
---
رفع يده،
فتصاعد خيط دخان أسود إلى السماء،
يتشكل تدريجيًا في هيئة خريطة:
"هذا… معقل تجار العبيد في القارة العليا."
---
"لديهم نفوذ هائل… لو كسبتهم، لن تجرؤ العائلات الملكية على لمس شعرة منك."
---
---
ريفان
لم يجب فورًا.
ظلّ يحدق في الخريطة المعلقة في الهواء،
بينما عينه الإلهية تخترق القناع لترى نوايا الرجل.
---
رأى داخله ظلًا قديمًا…
ظلًا كان ينتمي إلى الإمبراطور خالد.
---
"آه… إذًا بدأت بقايا جيشه تتحرك."
---
ريفان (نبرة هادئة)
"سأنظر في عرضك."
---
---
قائد الحرس (يصرخ)
"كفى! جميعكم تحت الاعتقال حتى…"
---
لكن لم يكمل كلمته.
بنظرة واحدة من عين ريفان اليسرى،
تجمّد صوته في حلقه.
ثم تداعت قدماه.
سقط على وجهه، جثّة بلا حراك.
---
---
فيكتور
"أبي… لقد قتلته… بلا حركة."
---
ريفان
"هذا أول دم في طريقنا هنا… ولن يكون الأخير."
---
---
في قصر إلينورا
وقفت عند شرفة عالية،
تراقب البوابة عبر مرآة سحرية.
لم تبدُ على وجهها أيّ رِقّة.
---
"لقد قفزت درجات كثيرة… لكنك لن تنجو هذه المرة."
---
تراجعت ببطء،
ثم رفعت يدها نحو خادمتها:
"ابلغي العشائر السبع… سأضاعف الجائزة لمن يأتيني برأسه قبل اكتمال القمر."
---
---
في المدينة
خطا ريفان أول خطوة داخل سور الكريستال الأسود.
هواء جديد، وسماء جديدة،
لكن الرائحة هي نفسها:
رائحة الدم والقلوب التي تحترق بالرغبة.
---
مدّ يده إلى فيكتور:
"تمسّك جيدًا… لن نكون غرباء طويلاً."
---
ثم نظر إلى آزار،
وعينه الإلهية تشتعل:
"هذا العالم لم يعرف اسمي بعد…
لكنهم جميعًا سيتعلمونه بالخوف."
---