الفصل الثامن والخمسون – جسد لا ينكسر

داخل قصر الوحوش – ممر الأشواك

لم يعد شيء إلا العتمة والدم. كل خطوة يخطوها ريفان، تتشقق قدمه ويغوص شوك زجاجي في عضلاته.

---

"يا للعنة… هذا المكان خلق ليقتل العزيمة قبل الجسد."

---

سمع صدى أنفاسه يرتد عن الجدران. الهواء نفسه صار أثقل، كأنه يغلق صدره بيد من حديد.

---

ريفان (يهمس)

"إن لم أخرج… فلن يكون جسدي هو ما خسرته."

---

---

في نهاية الممر

ظهرت قاعة واسعة تتلألأ جدرانها بالعظام النقية. وفي وسطها… يرقد حجر العظم الخالد – كتلة بيضاء ضخمة، يتصاعد منها بخار رمادي كدخان الأرواح.

---

صوت مجوّف خرج من العتمة

"يا من تطلب الصلابة… هل تعرف الثمن؟"

---

---

خطت أقدام ثقيلة على الأرضية العظمية. ظهر وحش خالد – كائن هائل مغطى بجلد رمادي مشقق، له ستة أعين خضراء تراقب في صمت.

---

"في كل ألف متسلل… لم ينجُ أحد."

---

---

ريفان

رفع رأسه، فتح عينه الإلهية. لكن الوحش لم يرتجف، بل ضحك ضحكة متكسرة:

"لا فائدة… أنا ميت منذ الأزل… وليس لعينك سلطان على موتي."

---

---

"إن أردت الحجر… عليك عبور جحيمي."

---

---

اندفع الوحش دفعة واحدة. ضرب صدر ريفان بيده العملاقة. تطاير جسده واصطدم بالجدار العظمي حتى تشقق.

---

"تذكر هذا الألم… سيصير جسدك الجديد مبنيًا عليه."

---

---

ريفان (ينهض ببطء)

"الألم لا يخيفني… الخوف وحده هو ما مات في قلبي."

---

---

تقدم الوحش، ساقاه تقصفان الأرض. مد مخالبه نحو ريفان ليحطمه.

---

لكن ريفان زفر زفيرًا عميقًا، ثم قفز بين مخالبه، زرع كفه على صدره، وأطلق شحنة مانا مركزة:

"انفجر!"

---

ضوء فضي انبثق من كفه، تشققت عظام الوحش، ثم ارتد إلى الوراء يتلوى.

---

---

الوحش (يضحك مجددًا)

"أحسنت… أحسنت… لكنك لم تهزمني."

---

---

وقف من جديد، لكن نصف صدره كان يتبخر.

---

"خذ الحجر… لكن ستدفع الثمن في جسدك وروحك."

---

---

ثم انحنى بركبتيه العملاقتين، وهو يراقب ريفان بعيونه الست.

---

---

ريفان

اقترب من حجر العظم. مد يده. شعر بحرارة مستحيلة، كأن النار تصهر عروقه.

---

"هذا… ما اخترته."

---

رفع الحجر، وضغطه حتى تفتت. ثم فتح فمه… وابتلع الرماد الساخن دفعة واحدة.

---

---

في اللحظة نفسها

سقط جسده على ركبتيه. اندفعت هلاوس حمراء في رأسه.

---

رأى ألف صورة: أجساد محروقة… حروب بائدة… الإمبراطور خالد يبتسم وسط بحر دم…

---

"آه… يا ولدي… هل ظننت القوة نعمة؟"

---

---

"تعال… دعني أريك لعنة العظم والخلود."

---

---

ارتجف ريفان. شعر بأن عظامه تتكسر، تنمو من جديد، ثم تتشقق مرة أخرى.

---

"اصمد… اصمد يا ابن الرماد…"

---

---

في الخارج

كان فيكتور جاثيًا قرب الباب، يبكي في صمت. آزار وضعت يدها على كتفه:

"إن خرج… لن يكون هو نفسه بعد اليوم."

---

---

داخل القاعة

فتح ريفان عينيه.

---

"إن لم ينجُ جسدي… فروحي ستكمل الطريق."

---

---

ثم خمدت الظلال. سقط الوحش الخالد على جانبه… مات أخيرًا بعد ألف سنة.

---

---

وفي صدر ريفان… انبثقت موجة مانا بيضاء نقية، كأن عظمًا جديدًا يولد من رماد الألم.

---

"هذا… هو بداية الجسد الذي لا ينكسر."

---

2025/09/04 · 15 مشاهدة · 485 كلمة
نادي الروايات - 2025