الفصل التاسع والخمسون – طعم العروش السبعة

مدخل قصر الوحوش

صمت مطبق. انفتح الباب العظمي ببطء، وتسللت منه نسائم باردة تلطخ الهواء برائحة الرماد.

---

خرج ريفان بخطوات وئيدة، جسده يقطر عرقًا أبيض كأن عظامه تنزف. لكن في عينيه… نار لم يعرفها حتى هو من قبل.

---

آزار (بصوت مرتجف)

"هل… نجوت؟"

---

ريفان

"لم أعد ذلك الرجل… ولست بعد الرجل الذي سأصير."

---

---

فيكتور

ركض نحوه، تعلق بمعطفه بقوة:

"كنت خائفًا… ظننتك لن تعود…"

---

ريفان

ربت رأسه بصمت. ثم أشاح بنظره نحو السهل الرمادي.

---

"ثمة عيون كثيرة تنتظر سقوطي الآن."

---

---

آزار

"ماذا سنفعل بعد ذلك؟"

---

ريفان

"نعود إلى حدود القارة المظلمة. سيبدأ جمع الحلفاء. ثم… سنعلن عن ولادة اسمٍ جديد… اسمٍ يزعزع كل العروش."

---

---

بينما غادروا الوادي

كان الليل يوشك على الانسحاب. لكن في الأفق، انبثق ظل طويل يقطع الطريق.

---

جسد مغلف بمعطف أحمر، وجه مخفي تحت قناع حجري. وراءه صف من الجنود المسلحين بصولجانات سوداء.

---

آزار (تشهق)

"مبعوث العروش…!"

---

---

المبعوث

"أنت… وريث الليل؟"

---

---

ريفان

"من الذي أرسلك؟"

---

---

"الأمير الخامس… عرش اللهب الدامي."

---

---

"وماذا يريد؟"

---

---

رفع المبعوث يده، وأخرج رقًا أسود مختومًا بخاتم ناري.

---

"رسالة تحذير: كل من يمسّ توازن العروش السبعة… ستقطع رقبته مهما تلطخ بدماء."

---

---

ريفان

"إذن… أتيت تهددني؟"

---

---

"بل أخبرك بحقيقة: العروش ليست مجرد حكام. إنها قوانين هذا العالم."

---

---

اقترب خطوة. هالة مانا حمراء اندلعت حوله، حتى تشققت الأرض تحت قدميه.

---

"اسمعني يا وريث الليل… إن خرجت خطوة واحدة خارج ظلالك، ستجد سبعة ملوك ينتظرون صلبك على جدار الزمن."

---

---

صمت ريفان لحظة. ثم ابتسم بتعب.

---

"أتعلم… أكثر ما يثير شفقتي… أنكم تظنون أن العروش ستبقى واقفة للأبد."

---

---

مد يده اليسرى ببطء. فتح أصابعه.

---

من بين كفه، انبثق ضوء أرجواني صغير… ثم اتسع حتى لفّ القارة كلها في رمشة.

---

"هذه عيوني… تعرفونها."

---

---

ارتجف المبعوث. تراجع خطوة.

---

"لا… تلك العين… ليست من هذا العالم…"

---

---

ريفان

"بلغ أميرك هذا… إن أردت رأسي، فليأت بنفسه."

---

---

رفع يده الأخرى، أغلق قبضته. في اللحظة نفسها، تصدع القناع الحجري على وجه المبعوث، وتحطم إلى شظايا تطايرت في الريح.

---

"أخبره… بأن الليل أطول مما يتخيل."

---

---

تراجع المبعوث بخطوات مرتعشة، ثم اختفى في ومضة مانا حمراء.

---

---

آزار

"ما الذي… فعلته…؟"

---

ريفان

"مجرد تحذير… حتى يعرفوا أن لعبة الصيد انتهت."

---

---

فيكتور

"إلى أين الآن؟"

---

---

"إلى وادي الأشواك السوداء. سأجمع أولى القبائل المظلمة… ثم…"

---

---

توقف ريفان. شعر بشيء يخترق صدره. همس أنثوي اخترق ذهنه كخنجر بارد:

"يا وريث خالد… أراقبك."

---

---

"يا ابن الرماد… هل تظن أنك ستهرب مني؟"

---

---

ريفان

"إلينورا…"

---

---

"سنلتقي قريبًا… لكني لن أقتلك الآن."

---

---

"سأدعك تنمو… حتى يليق موتك بعظمتي."

---

---

صمتت الهمسات. وبقي ريفان واقفًا، يتنفس ببطء.

---

"جميل… كلما ظنوا أني سأهرب… زاد شغفي بتحطيمهم."

---

---

آزار

"هل هي…؟"

---

ريفان

"أميرة الظلام… صبرها ينفد."

---

---

"انتظريني… سأجعلك تندمين على كل لحظة سعيتِ فيها لدفني."

---

---

رفع رأسه نحو السماء الرمادية. عيناه اليسرى المضيئة تلمع بوميض أرجواني.

---

"الليل… بدأ لتوّه."

---

2025/09/04 · 6 مشاهدة · 515 كلمة
نادي الروايات - 2025