الفصل الستون – وادي الأشواك السوداء

عند أطراف القارة المظلمة

امتد وادٍ بلا قاع، تتناثر على حوافه أشواك سوداء طولها أطول من برج. يقال إن كل شوكة مزروعة هنا… نبتت من عظم ملك مات واقفًا.

---

فيكتور

"هذا المكان… ليس طبيعيًا."

---

آزار

"سمعت أن من يقترب كثيرًا… تبتلعه الأشواك فلا يخرج أبدًا."

---

---

ريفان

"لهذا جئنا. القبائل المظلمة تحتمي بهذا الرعب. لكنهم سيفهمون أن هناك من هو أفظع من الأشواك."

---

---

في عمق الوادي

امتد حقل شائك كغابة سوداء. وفي القلب، يعلو صرح حجري معتم، تتراقص حوله ظلال عشرات المقاتلين بأقنعة عظمية.

---

---

زعيم القبيلة كان جالسًا على عرش منحوت من قرون وحوش قديمة. عيناه خضراوان كاللهب، وفي يده رمح أسود يقطر مانا سامة.

---

---

زعيم القبيلة

"يا من دنست أرض الأشواك… أعطنا سببا واحدا لئلا نحفر صدرك هنا."

---

---

ريفان

رفع رأسه ببطء، صوته هادئ كأنما لا يرى عشرات الرماح موجهة نحوه:

"جئت لأقدم عرضا لن يتكرر."

---

---

ضحك الزعيم ضحكة غليظة:

"العروض تقدم للأحياء… أما أنت…"

---

في لحظة، هوى رمحه كصاعقة على صدر ريفان.

---

---

آزار

"لاااا!"

---

---

لكن قبل أن يلامس الرمح صدره، رفع ريفان ذراعه. تلاشى الرمح في قبضته، كأنه أمسك ظلا لا شيئا ماديا.

---

---

"هذا… مستحيل…"

---

---

ريفان

"جسدي… لم يعد هشًّا كما تظنون."

---

قبض على الرمح. كسره بيد واحدة. تناثر شظايا سوداء كالدخان.

---

---

صمت رهيب. كل المقاتلين تراجعوا خطوة.

---

---

ريفان

"أنا لا أطلب تحالفكم. أنا أعرض فرصة… أن تختاروا كيف ستبقون أحياء."

---

---

وقف الزعيم ببطء. التقت عيناه الخضراوان بعين ريفان الأرجوانية.

---

"ما الذي تريده منا؟"

---

---

"أريد رجالكم… أريد كراهيتكم… أريد ظلالكم تمشي خلف ظلي."

---

---

"ومقابل ذلك…؟"

---

---

"سأحطم العروش السبعة. وسأمنحكم نصيبكم مما يسقط."

---

---

ضحك الزعيم مجددًا، لكن في ضحكته شيء يشبه الخوف.

---

"إن لم تكن وحشًا… فلست إنسانًا."

---

---

"لم أعد أيًا منهما."

---

---

"وماذا لو قلت… لا؟"

---

---

مد ريفان يده. انغرزت أظافره في الشوك الأسود قربه.

---

"ستجدون أنني لا أكرر عرضي."

---

---

صمت طويل.

---

ثم رفع الزعيم يده. أسقط قناعه العظمي. كشف عن وجه مغطى بوشوم داكنة:

"إذن… يا وريث الليل… اعتبرنا حلفاءك."

---

---

صاح المقاتلون جميعًا بلغة قديمة. اهتز الوادي كله كأنه يهتف مع أصواتهم.

---

---

آزار

"لقد فعلتها… جمعت أول قبيلة."

---

ريفان

"ليس بعد… أمامنا قصر العروش."

---

---

لكن في تلك اللحظة، اخترق ذهنه صوتٌ عميق، أثقل من الليل ذاته:

"يا فتى الرماد… اقتربت منك كثيرًا."

---

---

"أنا… العرش الأول."

---

---

"وأعدك أني سآتيك بنفسي."

---

---

شعر ريفان بأن قلبه تجمد لثانية. لكن ابتسامة خفيفة شقت وجهه.

---

"إذن… بدأوا يخافون فعلا."

---

---

رفع رأسه نحو السماء السوداء.

---

"انتظروني… سأجعل الليل أطول مما تتخيلون."

---

2025/09/04 · 4 مشاهدة · 450 كلمة
نادي الروايات - 2025