الفصل الحادي والستون – اللقاء بين الظل والنور

على تخوم وادي الأشواك السوداء أرخى ريفان عباءته السوداء.كان جسده يقطر دمًا داكنًا بعد صقله الأخير،لكنه وقف في صمت،ينتظر أن يتلاشى أثر الألم.

---

آزار

"سيدي… ماذا ستفعل الآن؟

"---

ريفان

(بصوت منخفض) "العروش السبعة تحشد.لا وقت للراحة."

---

لكن قبل أن يكمل،انشقّ الهواء أمامه بشعاع فضي بارد،وأحاطه عمود من الضوء كأنه سيف سماوي

.---

خرجت منه فتاة طويلة،شعرها الفضي يرفرف،وعيناها بلون اللازورد تلمعان بصرامة غريبة

.---

صمتت لحظة،تأملت وجهه البارد،ثم نطقت:

---

آليا

"أنت… وريث الليل.

------

ريفان

لم يجبها،عيناه نصف مغمضتين،كأنه يراها عبر غيوم لا يخصها حضورها.

---

هذا النقاء… دم التنين السماوي."

------

آليا

كنت أراقبك منذ عبرت حدود قارة الظلال.جئت لأمنحك فرصة أخيرة…انسحب."

------

ضحك ريفان ضحكة قصيرة،ضحكة كأنها لم تخرج من صدر بشري

-----

"هاهاها…يا لكِ من حمقاء…جئتِ تقترحين عليّ النجاة؟

------

أنصحك… قبل أن يصبغ دمك هذه الأرض… أن تفكري بعقلك."

------

آليا "

ليس في قلبي مكان للخوف.إن لم تتراجع، سأحرقك بناري السماوية.

"------

رفع يده بهدوء.بين أصابعه،توهج خيط أرجواني كأنه برق ميت.

---

ريفان "وهل تظنين…أن ناركِ ستطهرني؟"

------

تقدمت خطوة،ريح باردة تدور حولها

.---

آليا

"أعرف ما أنت عليه.الظلام الذي تنشره لن يبتلعنا جميعًا.وسأكون أول من يضع حدًا له

------

ضحك مجددًا،لكن هذه المرة ضحكته تشق سكون الليل كصرخة شيطانية:

---

"هاهاها…أول مرة يواجهني فيها شيء بهذا الجمال…وهذه الحماقة في آن واحد."

------

تشنجت أصابعها على مقبض سيفها الناري.

---

ريفان

"آليا…هل تعرفين حقًا ما جئتِ توقفينه؟"

------

"أعرف أنك خطر على كل القارات.

-----

بل أكثر…أنا الخطيئة التي ستسحق كل مقدس.وأنتِ…" اقترب خطوة،حتى كاد يلامس خصلات شعرها الفضي

.---

"أنتِ لست سوى قطعة ثمينة…قطعة صقل…سأستخدم دمكِ حين يحين الوقت."

------

تسارعت أنفاسها.كادت تشهر

سيفها.

---

آليا

"وقاحة لا مثيل لها…

------

هاهاها…اعتادي عليها."

------

صمت.صوت الريح وحده يملأ الفجوة بينهما.ثم خفضت سيفها قليلًا.

---

آليا

"إن كنتَ تظن أن دم التنين هبة لتلوثها…فستكتشف قريبًا أي خطيئة ترتكب.

"------

أشاح وجهه عنها،صوته يقطر تهكمًا هادئًا:

---

"تعالي إذن…حاولي إنقاذ هذا العالم منّي."

------

في تلك اللحظة،انفتحت أجنحة نور خلفها،توهجت الأرض تحت قدميها.

---

آليا

"حين نلتقي مجددًا…لن أسمح لك بالنجاة.

"------

اختفت في ومضة فضية،وتركت خلفها صدى طاقتها.

------

ظل ريفان واقفًا،ضحكته الأخيرة لا تزال تتردد في صدره:

---

"جميل…ستكونين أول من يكسر هذا السكون الممل."

------

مد يده نحو الفراغ،قبض على خيط أرجواني وهمي.

---

"لكن تذكري يا آليا…حتى لو زعمتِ النقاء…كل شيء في هذا العالم… يمكنني تلوثه."

---

2025/09/04 · 6 مشاهدة · 387 كلمة
نادي الروايات - 2025