الفصل الرابع والستون – قتال كتفًا بكتف
في قلب وادي الأشواك المظلمة حين انفجرت موجة الظلام والنور معًا،ارتدّت الأرض وتشققت الصخرة التي كانوا يقفون عليها.غمر الضوء الفضي والأرجواني الفضاء،وظهر الصائد الدموي بقامته الداكنة،شفرتاه الزجاجيتان تتلألآن بشرٍ خالص.
---
ريفان لم ينظر نحو آليا ولا لحظة.عيناه مثبتتان على هدفه.صوته خرج باردًا كأنه لا يشعر بوجودها: "نصف دقيقة فقط…هذا كل ما سأمنحه.
-----
آليا "لن أحتاج أكثر.
------
بغمضة عين،أطلق الصائد عشرات الشفرات باتجاههما.تقدمت آليا أولًا،لوّحت بسيفها السماوي،وتوهّجت أجنحتها الواسعة بنيران بيضاء نقية. انشطرت الشفرات كلها قبل أن تلمس الأرض
.---
لكن شظية حادة مرت جانبًا…واخترقت خد ريفان،رسمت خطًا من الدم الأسود على وجهه
.---
مد أصابعه يتحسس الدم.ثم… ضحك ضحكة قصيرة عميقة: "هاهاها… جيد…ذكّرني أنك لست حشرة سهلة."
------
اندفع للأمام قبل أن ترد آليا بكلمة.خطواته أحدثت حفرة صغيرة تحت قدميه. تلاشى جسده للحظة،ثم ظهر أمام الصائد الدموي،عينه اليسرى اشتعلت بضوء أرجواني شقّ الهواء.
---
ريفان (بهمس): "عين الروح…كسري قيوده.
"---
انشطرت ظلال الصائد فجأة،تقيأت طاقة رمادية عفنة،فتكشّف نصف وجهه الشبح عن تعبير هلع.
---
الصائد الدموي: "لا… هذا مستحيل! عيناك…!"
------
لم يمنحه فرصة.غرس قبضته المظلمة في صدره،وانتفخت الأوردة حول ذراعه.
---
لكن في اللحظة ذاتها،قفزت آليا من جانبه،وضعت راحة يدها على صدر الصائد،وأطلقت نيرانها السماوية
.---
صرخة الصائد الدموي مزّقت السكون،وانفجرت هالة سوداء غمرت المكان.
------
في لحظة،تراجع الاثنان للخلف.آليا تلهث،وريڤان ينظر إليها بنظرة لا يستطيع أحد قراءتها.
---
آليا (تلتقط أنفاسها): "لا تظن أننا أصبحنا حلفاء."
------
أجابها بابتسامة شيطانية خافتة: "بالطبع لا…لكن اعترافًا صغيرًا…
---
اقترب منها خطوة.مسح الدم عن خده بأصابعه،ثم مد يده أمامها كما لو يعرض شيئًا غير مرئي: "لو أنكِ لم تتدخلي…لصار جسدي وعاءً مكسورًا.
------
صمتت لحظة،رغم كل شيء…لم تستطع أن تنكر أنه لم يقاتلها في تلك اللحظة
.---
آليا: "هذا لا يغير شيئًا…حين ينتهي هذا الصائد…سيحين دورك.
------
هاهاها…أتطلع لتلك اللحظة، يا آليا."
------
قبل أن تجيبه،انفجر جسد الصائد الدموي دفعة أخيرة،تطايرت شظايا الظلال الرمادية في كل اتجاه
.---
غطت آليا وجهها بذراعها،لكن ريفان لم يتحرك.وقف وسط الرياح والشرر،وعيناه تلمعان بجموح بارد
.---
هذا… كان أول اختبار فقط
.------
حين هدأت العاصفة،لم يعد الصائد موجودًا.
------
تبادلت نظرة أخيرة مع آليا.ثم أدارت ظهرها له،ومشت بين الظلال دون أن تنطق بكلمة أخرى.
---
تركها تذهب.لم يوقفها.لكن ضحكته الشيطانية ظلت تلاحقها،كأنها ظلٌ لا سبيل للخلاص منه.
---
ريفان (يهمس): "سنلتقي مجددًا…حين يحين وقت الصقل الحقيقي.
---