🌑 الفصل الخامس والستون – نذر العروش

بعد انقضاء المعركة

غادر ريفان وادي الأشواك المظلمة،

متجاهلًا أثر الدم على ثيابه،

متجاهلًا الريح التي ما زالت تحمل خيطًا من نيران آليا الطاهرة.

لكن في صدره،

كانت فكرة واحدة تتمدد كجذر سام:

"إن دمها لن يكون مجرد طاقة… سيكون الشرارة الأخيرة لصقلٍ لم يعرفه هذا العالم."

---

---

ريفان

وقف على حافة مرتفعٍ صخري يطل على السهل الموحل حيث قامت بوابة العروش.

عيناه نصف مغمضتين.

يهمس وكأنه يخاطب كل العروش السبعة:

"لم يعد ثمة وقت طويل…

كل شيء سيسقط."

---

---

آزار (يخرج من الظلال):

"سيدي… العروش تتحرك بالفعل.

وصلت رسائل سرية أنهم أرسلوا حراس البوابات."

---

---

"وآليا؟"

---

---

"عادت إلى قارتها… قيل إنها ستجمع طائفتها المقدسة لمحاصرتك."

---

---

ضحك ضحكة قصيرة، عميقة،

ليس فيها شيء من المرح:

"دعها تحشد كل قديسيها…

حين يأتي وقت التزاوج، لن يوقفني أحد."

---

---

آزار (ينظر إليه بحذر):

"هل… أنت عازم على استخدام دمها لتكمل صقل جسدك؟"

---

---

رفع نظره إليه ببطء،

عيناه تلمعان بوميضٍ جليدي:

"كل شيء…

سأحوله إلى أداة.

حتى قلبها."

---

---

أدار ظهره،

ومشى نحو الممر الحجري المؤدي إلى أول بوابات قصر العروش.

---

في ذلك الوقت – في طائفة النور السماوية

في قاعة حجرية تعلوها قبة زجاجية،

كانت آليا واقفة أمام مجلس الشيوخ المقدس.

شعرها الفضي ينسدل على كتفيها،

وعيناها لا تخفيان ذلك التحدي الذي لم يبرد بعد.

---

الشيخ الأكبر:

"أرأيتِه بعينيك؟"

---

آليا:

"نعم…

إنه ليس بشرًا تمامًا."

---

---

"ولماذا لم تقتليه؟"

---

---

ترددت لحظة،

لكن صوتها خرج ثابتًا:

"لأنه… في تلك اللحظة…

أنقذ حياتي."

---

---

صمتت القاعة،

وتبادل الحكماء النظرات الثقيلة.

---

الشيخ الأكبر (بصوت عميق):

"إن كان ما بلغنا صحيحًا…

فهو يخطط لصقل دمه بدم التنين السماوي."

---

---

قبضت يدها بقوة،

شهقت دون أن تشعر.

---

آليا (تهمس):

"لن أدعه."

---

---

الشيخ:

"آليا…

حين تواجهينه مجددًا، إن لم تقتليه…

قد تصبحين أنتِ بنفسك أداته."

---

---

رفعت رأسها ببطء.

عيونها تلمع بضوء ناري لا يلين:

"فليحاول…

حتى لو غرق هذا العالم بالظلام…

لن أسمح له أن يلمسني."

---

---

في الوقت ذاته – بوابة العروش

توقفت خطوات ريفان أمام المدخل الحجري الهائل.

رسم ابتسامة بطيئة،

صوته خرج كهمس لليل:

"آليا…

إنكِ لا تدركين بعد…

أن النار والظلام خُلِقا ليبتلعا بعضهما."

---

---

ثم رفع يده،

ووضع راحة كفه على الباب الحجري.

توهّجت عروقه بنور أرجواني قانٍ.

---

"ليبدأ صقل العروش."

---

2025/09/07 · 8 مشاهدة · 384 كلمة
نادي الروايات - 2025