الفصل السادس والستون – إقتحام العروش
عند البوابة الحجرية الكبرى
وضع ريفان راحة كفه على الباب الرمادي الصلب. لحظة صمت سادت… ثم اشتعلت عروقه بهالة أرجوانية كثيفة، كأن دمه ذاته يزأر.
---
تشققت الأحجار ببطء، ثم ارتجّ الباب بأكمله. صوت شق الصخر دوّى في السهول المجاورة.
---
آزار (يهمس في رهبة):
"هذا… هذا هو العرش الأول؟"
---
---
ريفان (صوته منخفض وجامد):
"العرش الساقط… الذي ابتلع مئات الطامعين."
---
---
تراجع خطوتين إلى الوراء، ثم رفع يده مرة أخرى. في الهواء أمامه، ظهرت خطوط متوهجة… حروف قديمة كتبت بلغة العروش:
"ادفع دمك قربانًا… أو عد أدراجك."
---
---
دون تردّد، عض شفته السفلى حتى نزف. رفع يده، وسمح للدم المظلم أن يقطر فوق العلامات.
---
---
في لحظة… انفتح الباب ببطء، واندفع هواء قديم عفن، ممتزج بشيء آخر… طاقة خام مرعبة.
---
"هذا… هو أول صقل حقيقي."
---
---
ريفان (يتمتم):
"تعالِ إليّ… يا لعنة العروش."
---
---
تقدّم خطوة داخل القاعة.
---
داخل قصر العرش الأول
كان كل شيء يغمره ضوء أحمر خافت، كأن الدم نفسه قد صبغ الجدران. في منتصف القاعة، تتربّع منصة حجرية ضخمة، فوقها كتلة بلورية سوداء نابضة.
---
خطا ريفان نحوها ببطء. عقله يحدق في الصور التي تومض في ذهنه:
– آلاف الذين فشلوا قبله. – الذين احترقوا بنيران الصقل. – والذين تجزأت أرواحهم حتى لم يعد لهم أثر.
---
لكنه لم يتوقف. وقف أمام البلورة السوداء، ومدّ يده.
---
حين لامس سطحها… انفتحت رؤاه كلها. رأى عروشًا أخرى… ورأى ظلًا فضيًا يشع وسطها…
آليا.
---
شعر بحرارة غريبة في صدره. شيء لم يعترف به بعد، ولن يعترف به بسهولة.
---
"لماذا تظهرين دائمًا في رؤاي؟"
---
---
في اللحظة ذاتها، في طائفة النور السماوية، كانت آليا جالسة وسط دائرة الطقوس الكبرى. عيناها مغمضتان، وروحها تتحسس صدى الظلال.
---
آليا (تهمس في نفسها):
"أشعر به… كأنه يختبر قوته الآن."
---
---
فتح عينيها فجأة. هالة من لهب أبيض اجتاحت الغرفة.
---
آليا:
"سأجمع كل فرسان التنين. إن لم أوقفه الآن… سيبتلع كل شيء."
---
---
في قصر العرش الأول
انفتح وميض أرجواني حول ريفان، وشعر بعموده الفقري يحترق. كأن جسده كله يُعاد بناؤه. العروق تتمدد، العظام تتهشم وتلتحم.
---
ضحك وسط الألم:
"هاهاها… هذا… هذا هو الصقل الذي أريده!"
---
---
انفجر ضوء أسود وفضي في القاعة، وغمر كل شيء بالصمت.
---
---
بعد لحظات
فتح عينيه ببطء. شعر بقوته تتضاعف. عضلاته أقوى، دمه أنقى، وعيناه تلمعان بشراسة لم يعرفها.
---
"آليا… اقتربي قدر ما تشائين… في النهاية، سأبتلع نورك أيضاً."
---