الفصل السابع والستون – نذر السقوط

قصر العرش الأول – منتصف الليل وقف ريفان وسط الأنقاض،حيث تلاشى الضوء الأرجواني للبلورة السوداء،وتسلل صمتٌ ثقيل حوله،كأن العرش ابتلعه ولفظه كائنًا مختلفًا.

---

رفع يده أمام وجهه ببطء.شرايينه كانت تتوهج بنور أسود نابض،والقوة التي ملأت جسده صارت فوضى هادرة…لكنه لم يكن مرتعشًا من نشوة القوة فحسب

.---

هناك شيء آخر،شيء لم يعترف به.تلك الصورة العابرة…شعر فضي ينسدل فوق عيون ملتهبة بالنور. "آليا…"

---

قبض يده بقوة حتى تشقق الجلد.صرخة غضب صامتة اعتملت في صدره. "لماذا… لا تغادرين رأسي؟"

------

آزار (يخرج من الظلال): "سيدي… لقد استجوبنا رسل القارات الشرقية.التحالفات بدأت تتشكل.الأباطرة يتحركون بالفعل.

"------

"الأباطرة…؟"

---

تسللت ابتسامة مائلة لشفتيه،ضحكة خافتة بدأت تعلو: "هاهاها…دعهم جميعًا يتكتلون.لأنني لن أهجم عليهم دفعة واحدة."

------

تراجع آزار خطوة للوراء.نظر سيده إليه بنظرة جليدية: "سنُسقطهم قارةً بعد أخرى…واحدة تلو الأخرى…حتى يغرقوا جميعًا في الفوضى

."------ "

القارة الشرقية أولًا.

"------

"لكن سيدي… قارة الرياح والبرق… هناك إمبراطور الريح نفسه…

"------

"ليكن."مرر إصبعه على الدم المتساقط من كفه،ثم رفعه إلى عينيه المشتعلتين. "حين ينتهي هذا…سأصهر عرشه وأجعل عظامه صولجانًا يليق بي."

------

خارج أسوار العرش حين خرج ريفان إلى السهل،كان الليل قد بلغ أوج ظلامه.لكنه شعر بأن الظلمة في صدره…صارت أقل صفاءً. غضبٌ مبهم،ضيقٌ مجهول…وبرغم كل شيء، تلك الصورة:تحديقها الثابت…صوتها حين هتفت أن لن تدعه يلمسها…كلها كانت تلاحقه.

---

"ما هذا الشعور السخيف…؟

"------

هز رأسه بعنف.ليس وقت الضعف.

---

رفع يده اليمنى نحو الأفق.في السماء، توهجت سبع نجوم حمراء على شكل دائرة.كانت هذه هي نذر السقوط – تعويذته السرية لبدء انهيار العروش

.---

ريفان (صوته يصدح وسط العدم): "يا عروش الدم السبعة…يا ممالك الوهم والنور…من هذه الليلة، أعلن عليكم اللعنة."

------

توهجت النجوم السبع أكثر.أرسل شعاعًا أسود إلى قلب السماء.في البعيد، شعر كل الأباطرة بالرجفة نفسها.حتى إمبراطور الريح السماوي، الذي لم يهتز قلبه منذ ألف عام… فتح عينيه على اتساعهما.

------

ريفان (همس جليدي): "قارة الرياح… ثلاثون فصلًا فقط.ثم أغلق كتابها للأبد."

------

لكن حين انطفأت النجوم،حين عمّ الصمت…تسلل صدى آخر في صدره،هامسًا بلا رحمة: "حين تراها مجددًا… هل ستقتلها؟أم ستلمسها…؟"

------

قبض يده حتى نزف الدم.ضحك ضحكته الشيطانية،لكنها كانت تخرج مبتورة…كأن شيئًا فيها يتحطم ببطء.

---

آليا… حتى لو اضطررتُ لابتلاع نورك…لا بد أن أعرف… لماذا صرتِ لعنتي."

---

2025/09/10 · 5 مشاهدة · 353 كلمة
نادي الروايات - 2025