الفصل الثامن والستون – عام الظلال
في الليلة التي انطفأت فيها النجوم السبعة
حين عاد ريفان إلى السهل الرمادي خلف قصر العروش، لم يعد يرافقه أحد. حتى آزار أرسله بأمر صارم لقيادة شبكة الجواسيس، وأغلق كل الأبواب خلفه.
---
جلس وسط الركام، راحته ممدودة على التراب البارد، وهمسه بالكاد يُسمع:
"كل شيء يبدأ الآن…"
---
رفع رأسه إلى السماء التي خلت من القمر، وعيناه تتوهجان بوميض أرجواني قاتم.
---
ريفان (يهمس):
"يا قارات النور… ناموا مطمئنين… لأن هذا الظل مات اليوم…"
---
---
في القارة الشرقية
كانت رسائل النذير الأسود قد وصلت. جواسيس ريفان نقلوا إلى أباطرة الرياح أن جسده احترق أثناء صقل العروش.
في القاعة السماوية العظمى، وقف إمبراطور الريح السماوي، رداءه الأبيض يرفرف والبرق يلتف حوله.
---
إمبراطور الريح (صوت عميق):
"انتهى…؟ مجرد طموح أحمق آخر ابتلعه العرش؟"
---
لم يرد أحد. لأول مرة منذ ألف عام، ابتسم الإمبراطور باسترخاء.
---
في طائفة النور السماوي
وقفت آليا وحدها أعلى برج الزمرد. سمعت الخبر، لكنها لم تصدق.
---
آليا (همس متوتر):
"لا… هذا لا يشبهه."
---
شعرت بشيء ثقيل يضغط صدرها، شيء لم تعرف اسمه بعد… لكنها رفضت تصديقه.
---
في القارة المظلمة – أطلال قصر الوحوش
اختار ريفان أعمق سراديب القصر المتهالك. نقش دائرة معقدة بأحجار الدم والأختام السوداء. جلس داخلها، أغلق عينيه.
---
"عام كامل… لن يعرف أحد أني هنا."
---
أمسك خصلات شعره الداكن، ثم ابتسم ضحكة باردة:
"حين أعود… لن يكونوا مستعدين."
---
---
اليوم الأول من عام الظلال
تدفقت الطاقة السوداء إلى عروقه. بدأت عظامه تصدر فرقعة رهيبة. شعر بألمه يتجاوز حدود الإنسان، لكن عينيه ظلتا مفتوحتين:
"قارة… تلو قارة… كلها ستسقط تحت قدمي."
---
---
في ظلال العزلة
بين كل ومضة من الألم والظلام، كانت صورة وجهها تعود، تحدق فيه بلا خوف… ويشعر في صدره بحرارة باردة لا يريد الاعتراف بها.
---
"آليا… لماذا لعنتي تحمل ملامحك؟"
---