الفصل السبعون – الجمر الأسود
اليوم العاشر من عام الظلال – قصر الوحوش
تراكمت طبقات الضباب الأسود فوق دائرة الصقل. ريفان جاثٍ على ركبتيه، ذراعيه تتشقق منهما خيوط الضوء المظلم.
كل نفس يخرجه صار شرارةً تحرق الهواء. لأنه بدأ أول خطوة لتفعيل: سيف الهاوية السوداء.
---
مد كفه المرتعشة إلى الأمام، وكأن الظلال نفسها استجابت. تجمعت خيوط سوداء رفيعة حول يده، ثم تشكلت نواة شفرة لا تُرى بالعين المجردة.
---
ريفان (بين أنفاس متقطعة):
"…قوة… لم أختبرها حتى حين كنت إمبراطورًا…"
---
---
لكن شيئًا ما تمرد في جسده. حرارة نارية انفجرت من عظامه. تدفق الدم المظلم إلى قلبه، ومع كل نبضة شعر أنه يُمزق.
---
"سيف الهاوية… لا يقبل سيدًا ضعيفًا…"
---
صرّ على أسنانه، تساقط عرقه مختلطًا بالدم.
---
صوت الكتاب السماوي في ذهنه:
"إن لم تعيد تشكيل نخاعك… ستُمحى."
---
---
مرت لحظات كأنها دهر. ثم، وسط الألم، انبثق وميض رمادي. رأى صورة وهمية لسبع شفرات تدور حول نجمة سوداء.
هذا كان لب “سيف الهاوية”. ضربة تمحو الدفاع والروح والزمان.
---
فتح عينيه ببطء، والنقش الدامي على ذراعه ينبض كجمر أسود.
---
ريفان (ضحكة واهنة):
"لا بأس… مزقني…"
---
رفع راحة يده مجددًا، وهتف بكلمة لم ينطقها أحد منذ ألفي عام:
“أسرانث.”
---
---
ارتجفت السراديب. شقوق ليلية ظهرت في الجدران. كل شيء تلامسه الشفرة الرمادية صار رمادًا.
---
لكنه لم يحتمل. دمه انفجر من عينه اليسرى. صدره تهشم داخليًا.
سقط راكعًا، يلهث.
---
"هذه… البداية فقط…؟"
---
---
صوت خفي من الكتاب السماوي:
"سيف الهاوية… سيبتلعك حتى تُعيد صقل وجودك كاملاً. تذكر… القوة التي لا تعادلها حكمة… هي لعنة."
---
---
ارتعش قلبه للحظة. تذكر وجهها وسط الظلال… تذكر تحديها… تذكر الوعد الذي لم يعد واثقًا أنه قادر على تجاهله.
---
"آليا… حين أخرج من هنا… لن يبقى شيء يحميك."
---
لكن وسط الكراهية… تسلل إحساس آخر لا يعرف اسمه. كأنه جزء من نبوءة لم يقرأها بعد.
---
رفع رأسه، والدم ينزف من عينه وأنفه. ضحك ضحكة شيطانية طويلة.
---
ريفان:
"قارة الرياح… حين أتم صقلي… لن تبقى روح واحدة لتروي حكايتك."
______