الفصل الحادي والسبعون – نواة الهاوية
🌘 اليوم العشرون من عام الظلال – قصر الوحوش
كان الصمت يملأ السراديب. الضباب الأسود يلتف حول جسد ريفان ككفنٍ حي. بين كل شهيق وزفير، كانت شقوق عظمه تلتئم ببطء.
---
فتح عينه اليسرى، ومع كل نبضة قلب، ارتجف النقش الرمادي على صدره.
هذا النقش… هو نواة سيف الهاوية السوداء.
---
ريفان (بين أنفاس واهنة):
"…أخيرًا… بدأت أتحمله."
---
مرت أيام وهو يذيب طاقته في النواة. مع كل قطرة دم تندمج، كانت قدرته على تحمل الشفرة تزداد. لكن الألم لم ينقص.
---
"هذه فقط الخطوة الأولى… لإتقان سيفٍ يمحو الممالك."
---
رفع يده ببطء. أراد استدعاء ومضة صغيرة من السيف. لكن الجسد ارتعد بعنف، وشيء في قلبه انشق، كأنه لن يلتئم.
---
لحظةً، رأى صورة امرأة ذات شعر فضي، تتحداه بابتسامة واثقة.
آليا.
---
ريفان (صوت خفيض):
"…لماذا… لا يغيب وجهكِ حتى هنا؟"
---
ضغط قبضته على صدره، ونفسه يعلو ببطء. ثم، وسط الظلال، سمع همسًا لا يشبه صوت الكتاب السماوي.
---
صوت خفي:
"إن صقلت هذا السيف حتى الاكتمال… لن يبقى قلبك كما هو."
---
أدار وجهه جانبًا. ابتسم ابتسامة باهتة لم يدرِ هل هي حزن أم سخرية.
---
"ليذهب كل شيء إلى الجحيم… إن لم أمت بعد هذا… فلن يوقفني شيء."
---
---
في قارة الرياح – القاعة السماوية
وقف إمبراطور الريح، ينظر إلى السماء التي مزقتها شقوق زمنية صغيرة.
---
إمبراطور الريح (صوته ثقيل):
"هذا الصدع… يشبه أثر صقل العروش… هل كان موتًا… أم إخفاءً؟"
---
لم يجرؤ أحد من الحاشية على الرد.
---
إمبراطور الريح:
"راقبوا القارة المظلمة… إن كان هذا اللعين حيًا… لن يختبئ طويلًا."
---
---
في برج الزمرد
كانت آليا تنظر إلى الشمال. ريح باردة تسحب خصلات شعرها.
---
آليا (همس):
"…لم تمت."
---
---
قصر الوحوش – أعماق السراديب
فتح ريفان عينه مجددًا. مد يده المرتعشة نحو الظلال. وهمس:
"يا نواة الهاوية… قريبًا… سأطعمك دماء الأباطرة."
---
وبين ضحكاته، كانت الشقوق في السماء تتسع… وأول خيوط النبوءة تتسلل من صفحات الكتاب السماوي.
---