الفصل الثاني والسبعون – الخطوة التي لا تُرى
اليوم الخامس والعشرون من عام الظلال – قصر الوحوش
جثا ريفان وسط الدائرة، عينه اليسرى مغلقة وعينه اليمنى تومض بخيوط رمادية. نقش نواة الهاوية ينبض بهدوء تحت جلده، وكأنه صار جزءًا من قلبه.
---
"الخطوة التالية…"
---
أغمض عينيه. استدعى صفحة أخرى من الكتاب السماوي. توهجت كتابة سوداء فوق الفراغ:
“خطوات السيف الوهمي.”
---
---
صوت الكتاب السماوي في ذهنه:
"سر السرعة المطلقة… ليس أن تتحرك بسرعة… بل أن تجعل العالم أبطأ منك."
---
شعر بالضباب يتسرب إلى روحه. في لحظة، كأن الزمن نفسه صار طينًا ثقيلًا. رأى حبات الغبار تتجمد في الهواء.
---
"هذه… الخطوة الأولى."
---
مد يده ببطء. كل حركة استنزفت عشرات الدفقات من طاقته. شرايينه انتفخت حتى كادت تتمزق.
ثم خطا خطوة واحدة للأمام.
---
مرت ثوانٍ… ثم شعر أن جسده لم يبارح مكانه.
---
ريفان (بين أنفاس متقطعة):
"…لا… بعد…"
---
حاول مجددًا. هذه المرة… أفرغ نواة الهاوية داخل الخطوة.
---
في لحظة، انفجر الظلال. الهواء نفسه تراجع عن جسده. ثم وجد نفسه يقف في منتصف السراديب، حيث لم يكن قبل طرفة عين.
---
ضحكة قصيرة خرجت من صدره. يده ترتجف لكنها لا تنزف هذه المرة.
"أخيرًا… أول ذرة من خطوات السيف الوهمي."
---
---
في القارة الشرقية – عرش البرق
كان إمبراطور البرق يراقب سماء العالم. رأى خيطًا أسود يقسم السحب للحظة، ثم يختفي.
---
إمبراطور البرق (يهمس):
"هذا الأثر… لا يتركه إلا من صقل الخطوات التي لا تُرى…"
---
نظر إلى الحاشية، وصوته ارتجف غضبًا:
"إن كان هذا اللعين حيًا… فموته صار فرضًا."
---
---
في برج الزمرد
آليا استشعرت الهزة. وضعت يدها على قلبها، شعرت بحرارة غريبة كأنها تناديها من بعيد.
---
آليا:
"…ما أنت؟"
---
---
قصر الوحوش – السراديب
وقف ريفان يتنفس ببطء. أعاد يده إلى جانبه، وضغط راحته على النقش الرمادي.
---
"الخطوة القادمة… إتقان هذه التقنية حتى تصير روتينًا…"
---
لكنه لم يلحظ أن الظلال في أعمق السراديب تماوجت. وسط العتمة… ظهر طيف بلا ملامح، عيناه تتوهجان بنقوش حمراء قديمة.
---
النذير الغامض (همس):
"…وأخيرًا… وجدتك."
---