الفصل الثالث والسبعون – الطيف العتيق

قصر الوحوش – أعمق السراديب كانت الظلال تتحرك ببطء…تتشكل خيوط حمراء داكنة كأنها دم متجلط منذ ألف عام.ظهر الطيف بلا ملامح،طوله يفوق ريفان رأسين،وعيناه شقّان من نارٍ خامدة

.---

"…وأخيرًا… وجدتك."

---

رفع ريفان رأسه ببطء.لم يبدُ عليه الخوف.كان جسده لا يزال ينزف طاقة سيف الهاوية.لكنه ثبت عينيه على الطيف دون أن يرمش

.---

ريفان (بصوت أجش): "أيها القذر…من أنت؟"

---

امتدت يد الطيف،وظهرت في كفه صفحة مكسورة من كتاب قديم.شعاع دموي تسرّب منها،لامس صدر ريفان للحظة،وكأنه أراد انتزاع روحه

.------

صوت الكتاب السماوي في ذهنه: "احذر…هذا نذيرُ الدم السابع…بقايا إرادةٍ قديمةٍ حاربت الإمبراطور الخالد."

------

"إرادة…؟"

---

جفل ريفان للحظة.هذا يعني أن كيانه يواجه أثرًا مباشرًا من ماضي الإمبراطور السامي…أثرًا كان يمكنه تدمير الممالك

.---

رفع الطيف يده الأخرى.تشكلت شظايا رمادية،بدأت تدور حول ريفان كأنها شفرات

.---

صوت الطيف: "يا وريث العروش…أنت لست أهلاً لهذه القوة…سأمزقك قبل أن تكمل صقلك.

"------

شقت ابتسامة واهنة وجه ريفان.عينيه صارتا حمراء كالجمر

.---

ريفان (ضحكة شيطانية قصيرة): "ستحاول؟… إذًا جرب

."------

خطا خطوة إلى الأمام.تدفقت نواة الهاوية إلى يده اليمنى.تشكل خيط رمادي باهت…ثم انفجر في موجة سوداء

.---

اصطدمت الشظايا الرمادية بالموجة،وامتلأت السراديب بشرارات تذيب الحجارة

.--- "

…إنه أقوى من أي شيء واجهته هنا."

---

لكنه لم يسمح للتردد أن يقتله.أغمض عينيه لحظة…فتحت صفحة من الكتاب السماوي في ذهنه: "لتحطيم إرادة قديمة… عليك صهر شبحك معها.

"------

ريفان (يهمس): "صهر الروح…؟"

---

ضغط يده على صدره.استدعى كل نقطة غضب،كل قطرة دمٍ نزفها حين احتقره الجميع…ثم…تسللت صورة آليا إلى ذهنه.

---

"وجهكِ… حتى هنا… لماذا؟"

--- ترددت يداه للحظة قصيرة.تسارعت أنفاسه.لكنه رفع رأسه،والظلال تنفجر حوله.

---

ريفان (صوته منخفض): "أكرهكِ…لكنكِ أيضًا… السبب الوحيد… الذي يثبت أني ما زلتُ إنسانًا."

------

فتح عينيه.امتدت كفه للأمام.شعلة رمادية تشكلت من نواة الهاوية.صوبها نحو قلب الطيف العتيق

.---

في تلك اللحظة…تجمد كل شيء

.---

الطيف حاول الصراخ…لكن صوته كان مجرد هواء ميت.ثم انشطر نصفين،وتلاشى إلى غبار رمادي

.------

سقط ريفان على ركبتيه.يده ترتجف ودمه ينزف على الحجارة. لكن وسط العتمة،ابتسم ابتسامة ميتة.

---

"لو أنكِ لم تطاردي ظلي…لما وجدتُ شجاعتي لقتله."

------

في برج الزمرد كانت آليا واقفة عند النافذة،عيناها شاردة في الليل.للحظة قصيرة، شعرت بحرارة تلامس قلبها

.---

آليا (همس):

"…هل أنت حيّ… أيها اللعين؟

"------

قصر الوحوش – السراديب.

نهض ريفان ببطء،عينيه تلمعان بوميض رمادي.رفع يده التي صهرت الطيف

.--- "

قريبًا… لن تبقى قارة واحدة تنجو من سيفي."

---

ثم ضحك ضحكة شيطانية خافتة،ارتعدت منها الجدران

.---

2025/09/14 · 7 مشاهدة · 390 كلمة
نادي الروايات - 2025