الفصل الرابعة والسبعون – ظل من خارج السجل
قصر الوحوش – السراديب العميقة
كان الهواء أثقل من الحمم، والظلال تنكمش وتتمدد كأنها تتنفس وحدها. ريفان وقف بثبات، لكن أنفاسه لم تكن كما كانت… المانا داخل جسده لا تزال ترتجف من أثر الخطوة السابقة.
ثم جاء الصوت… صوت لا يحمل نغمة، لا دفء، لا بشر. بل تمتمة… تخرق الفراغ:
"وأخيرًا… وجدتُ وريث الدم المختوم."
---
من وسط العتمة، خرج الطيف… كائن بلا ملامح، بلا قدمين، عينان فقط، تحترقان بنقوشٍ حمراء، كأنهما شظايا من لعنات قديمة.
ريفان لم يتحرك. كان كأن جسده يعرف أن الحركة أمام هذا الشيء… قد تكون خطأ.
---
ريفان (بهدوء):
"من أنت؟ طيف؟ وهم؟ أم لعنة أخرى من هذا المكان؟"
---
الصوت جاء مجددًا، ليس من فم، بل من داخل الروح:
"أنا ظل من زمن لا تذكره السجلات. جئت لاختبارك… لا قتلك. بعد كل شيء… أنا من تبقّى من أولئك الذين خلقوا 'خطوات السيف الوهمي'."
---
توسعت عينا ريفان. أول مرة يشعر أن هناك من يسبقه في هذا الفن الغامض.
---
الطيف:
"صفحتك في الكتاب السماوي… لم تُكتب لك وحدك. بل نُقشت بدماءنا."
---
مدّ الطيف إصبعه المصنوع من الظلال. وفي الهواء… ظهرت خيوط فضية، تنسج شكل رمز غريب:
رمز التوافق الدموي إذا تقاطع مع روح المتعلم… يتوهج.
---
ريفان لم يتراجع، بل مشى خطوة إلى الأمام، ضغط راحته داخل الخيوط. وفي لحظة…
اشتعل الرمز!
الهواء ارتجف. الأرض اهتزت. والطيف… ضحك.
---
الطيف (بهمس):
"لقد قبلتك الشفرة… الآن، إن عشت حتى نهاية هذا التدريب… ستكسر قانون السرعة، و… تبدأ في التلاعب بالزمن."
---
ريفان (ببرود):
"وأنت؟ لماذا تختبرني؟ ما مصلحتك؟"
---
الجو سكن. ثم أجاب الطيف بنبرة غريبة:
"لأنك لست وحدك، وريث الظل… ولأن هناك من بدأ يتحرك قبلك… لجمع أجزاء السيف."
---
ريفان تجمد. أول مرة يسمع هذا… هناك أعداء آخرون يبحثون عن نفس الهدف؟
---
الطيف:
"ستحاربهم… أو تُستعبد. لكن قبل ذلك… أنت تحتاج إلى عينك الإلهية… قبل أن تتحرك."
---
ريفان خفض رأسه… ثم ابتسم ابتسامة مشوهة:
"فليبدأ الجحيم."