الفصل الخامس والسبعون – عين الإمبراطور
الموقع: الجبل المقدّس – الأطراف الشمالية للقارة السفلـى
الجبل المقدّس… ليس مجرد كتلة حجر ترتفع إلى السماء، بل أثرٌ تركه الإمبراطور الخالد ذات يوم حين كان العالم في طور النشوء.
في سفحه، تتناثر أطلال معابد منسيّة، محفورة بخطوط مائلة وأختام طقسية لا يفهمها أحد. وحدهم الذين ورثوا دمه… يستطيعون العبور.
---
ريفان، بثوبه الممزق ونظراته الباردة، وقف أمام البوابة المتآكلة، يضغط على راحة يده حيث النقش الرمادي لا يزال يتوهج.
"هذا المكان… لا يستقبل إلا الدماء الملعونة."
ثم رفع كفّه، وفتح إصبعه لتتساقط قطرة من دمه فوق النقش الحجري.
اهتز الهواء.
الجبـل نفسه تنفّس.
وانشقت البوابة.
---
داخل الجبل – المذبح الحجري
وسط القاعة المظلمة، حيث الزمن لا يتحرك… كان هناك تابوت حجري ضخم، محفور عليه بالأحرف القديمة:
"هنا يرقد من علم الزمن كيف يسير."
وما إن اقترب ريفان، حتى شعّ ضوءٌ أزرق من داخل التابوت. أطياف، أرواح، وهمسات، تعالت في المكان…
ثم انشقت الأرض تحت قدميه.
وسقط.
---
الهاوية الداخلية – قاعة العين
سقط ريفان في بحر من الضوء المقلوب. ثم… وجد نفسه واقفًا في فضاء داكن، تحيط به سبع عيونٍ ضخمة، كل منها تحمل عنصرًا:
عين النار
عين الجليد
عين الزمن
عين الدم
عين الضوء
عين الفراغ
وعين الخالد.
لكن واحدة فقط… بدأت تتحرك نحوه.
عين الخالد. مصدرها… الإمبراطور الذي تقمّص ريفان روحه.
---
صوت عميق، كأنه يتكلم من داخل نفسه:
"أنت… وريثي في الجسد والنية. لقد اخترتَ هذا الطريق… فلتفتح العين، ولتُغلق كل رحمة."
---
اشتعلت العين.
ثم… طارت إلى جبين ريفان، واختفت في جمجمته.
صرخ. لكن صرخته لم تكن ألمًا… بل اندماجًا. الماضي والحاضر، القوة واللعنة، اختلطوا في آن واحد.
---
ريفان (وهو ينهض)
"أنا لا أرى الأشياء فقط… بل أرى كيف كانت… وكيف ستكون…"
عين الإمبراطور بدأت تعمل. رأى الخطوط الطاقية في الهواء. رأى الشروخ في الزمن. رأى موت أعدائه… قبل أن يولدوا.
---
في مكان بعيد – برج الزمرد
آليـا تشهق فجأة، تسقط كتابًا كانت تقرأه.
"لقد… تغير شيء… لا… هناك شيء دخل قلبي كطعنة، لكن… لماذا هو؟"
---
خارج الجبل
خرج ريفان من المعبد ببطء. عينه اليمنى الآن… تُضيء بلونٍ فضي داكن.
ضحك ضحكته الشيطانية المعتادة…
"عين الإمبراطور؟
لا… هذه مجرد البداية."
---