الفصل السادس والسبعون – المتحدّي

الموقع: وادي الصخور المتكسرة – بعد الجبل المقدس

تحت سماءٍ رمادية، عبر ريفان الوادي بخطى بطيئة. بعض الآثار لا تزال عالقة في جسده من اندماج "عين الإمبراطور". لكنه كان متزنًا، كأنّه يجرّ العالم خلفه.

كلما خطا خطوة، كانت الطيور تصمت، والرياح تغيّر اتجاهها.

ثم…

صفير طويل.

خرج رجل غريب من خلف صخرة. ملامحه مغطاة، يرتدي عباءة صفراء داكنة، وسيف ضخم على ظهره، أكبر من جسده مرتين.

---

الغريب (بصوت هادئ): "أنت… الذي خرج من الجبل؟"

لم يُجب ريفان. فقط أمال رأسه قليلًا.

---

الغريب (بسخرية): "سمعتُ أن وريثًا جديدًا للظلال خُتم في الجبل… جئت أختبر إن كنت مجرد خرافة."

ثم رسم دائرة بقدمه على الأرض، وتوهج السيف خلفه.

---

ريفان (باردًا):

"إن كنت تبحث عن موته… فلن يكون اليوم. أما إن كنت تبحث عن نهايتك… فخطوتَ داخلها الآن."

---

صمتٌ تام. ثم… انفجار.

المتحدي انطلق بسرعة لا تُرى. سيفه يصدر صريرًا غريبًا، وكأن المعدن يصرخ.

ريفان لم يتحرك. لكن… عينه اليمنى اشتعلت.

عين الإمبراطور بدأت ترصد كل شيء:

زاوية اندفاع المتحدي

ضغط قدمه اليمنى

المسار المتوقع للضربة

الفراغات بين نبضاته

اللحظة التي يتنفس فيها قبل الهجوم

---

ريفان (في داخله):

"أراه… قبل أن يقرر."

---

المتحدي يضرب. السيف يخترق الفراغ… لكن لا يصيب شيئًا.

ريفان لم يتراجع.

بل… ظهر خلفه في لحظة.

خطوة واحدة.

ضربة خفيفة براحة اليد، لكنها أصابت نقطة في كتف المتحدي.

---

المتحدي (بتجهم):

"…ما هذا…؟"

تجمدت عضلاته لثانية.

---

ريفان همس:

"هذا ما يحدث… حين ترى المعركة قبل أن تبدأ."

---

أوقف القتال. لم يقتل المتحدي.

بل سار مبتعدًا، وتركه يرتجف من الصدمة.

---

المتحدي (ببطء):

"إنه… ليس بشريًا. إنه يرى المستقبل…"

ثم سقط على ركبتيه. لم يُهزم بقوة، بل بالرؤية.

---

في الأعلى، بين الصخور، كانت أعينٌ تراقب من بعيد… أحدهم كتب على لفافة قديمة:

"الوريث الجديد

… يمتلك عين الإمبراطور. حركوا الفرق... فورًا."

-----

2025/09/14 · 6 مشاهدة · 295 كلمة
نادي الروايات - 2025